عزيز الرباح في “مفتوح للنقاش” : على الجميع الانخراط في عمليات التنمية
فاطمة الزهراء ايت ناصر صحافية متدربة
تطرق الوزير السابق ورئيس جمعية “مبادرة الوطن أولًا ودائمًا”، عزيز الرباح خلال إستضافته في برنامج”مفتوح للنقاش” إلى مجموعة من المواضيع التي ترتبط بتعزيز الرياضة والتنمية المستدامة، وكذلك القضايا المتعلقة بالتطور الديموغرافي، خاصةً في سياق زيادة عدد كبار السن في المجتمع.
تعزيز السياحة الرياضية وتوسيع البنية الرياضية
أكد الرباح على أهمية تحويل المغرب إلى وجهة رئيسية للأنشطة الرياضية المتعددة، مشيرًا إلى أن البلد يتمتع بفضاءات ومساحات جغرافية متميزة. وأضاف أن المغرب يجب أن لا يقتصر على كرة القدم فقط، بل ينبغي أن يتوسع ليشمل رياضات متنوعة تلبي احتياجات جميع الأذواق. كما ناقش الرباح أهمية تشجيع الصناعة الرياضية المحلية من خلال تصنيع الآلات الرياضية وتأسيس أكاديميات رياضية تخدم على المدى الطويل في تأهيل اللاعبين.
وتحدث الرباح عن أهمية الاستعداد الجيد لكأس العالم 2030 الذي يستضيفه المغرب معية البرتغال وإسبانيا بإعتباره فرصة لتنمية المغرب في عدة مجالات. حيث أشار إلى أن هذا الحدث الرياضي سيؤدي إلى تحسين البنية التحتية، وتوفير فرص استثمارية جديدة في قطاع الفنادق والمرافق الرياضية، فضلاً عن الترويج السياحي للمغرب على الصعيد الدولي. وأكد الرباح على ضرورة الاستفادة من هذه الفرصة لتطوير وتحسين نوعية الحياة في المدن المغربية، وإشراك كافة الأطراف من القطاعين العام والخاص في هذه التنمية الشاملة.
تشجيع الصناعة المحلية
وشجع الرباح على الاستثمارات المحلية في المغرب، خاصةً في مجال السياحة والفنادق. وطالب بدراسة جدوى لتشجيع المستثمرين الوطنيين عبر تسهيلات وتخفيضات ضريبية، داعيًا إلى توجيه الاهتمام نحو دعم الصناعات المحلية بما في ذلك الصناعات الرياضية. كما أشار إلى أهمية إضفاء الطابع المغربي على المنشآت الرياضية والمرافق العامة، ليتمكن الزوار من التعرف على الثقافة المغربية من خلال التصميمات المعمارية، الطعام، وأسلوب الحياة.
وأكد الرباح على أهمية الاعتدال في التعامل مع كافة التوجهات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية. وأشار إلى أن التوازن هو العنصر الأساسي في ضمان التقدم دون الانزلاق نحو التطرف في أي من الاتجاهات. وأكد على أن المغرب بحاجة إلى نهج شامل يقوم على الشراكة بين جميع القوى الحية في المجتمع، سواء كانت سياسية، اقتصادية أو ثقافية، لضمان مستقبل مشرق للمغرب.
من جهة أخرى، تناول الرباح قضية تعزيز الثقافة والفن المغربي من خلال فعاليات ومهرجانات تبرز التراث المغربي الأصيل. وأكد أنه يجب إعطاء الأولوية للفولكلور والفن التقليدي المغربي في الأنشطة الثقافية، مشيرًا إلى ضرورة تنظيم سهرات تحترم التراث والفن المحليين بدلاً من الاعتماد على الأنشطة الترفيهية السطحية التي لا تمثل الثقافة المغربية بالشكل الصحيح
الاستثمار في كبار السن والمعرفة المتراكمة
وأكد الرباح على ضرورة التعامل مع قضية الشيخوخة والتقاعد بشكل جاد، حيث تحدث عن الاستفادة من الخبرات الكبيرة التي يمتلكها المتقاعدون، والذين لديهم عقود من العمل في مجالات متعددة مثل الزراعة والماء.
ودعا المتحدث إلى تفعيل دور الجمعيات المختصة بتقديم الدعم لهذه الفئة من المجتمع، بما في ذلك تقديم استشارات عملية لتوظيف الخبرات المترسبة لديهم. وأضاف أن كبار السن يمثلون كنزًا معرفيا يمكن استثماره بشكل أفضل، عبر إشراكهم في مشاريع استشارية وتدريبية تفيد الشباب والاقتصاد الوطني.
التعاون بين التيارات السياسية
وطرح الرباح فكرة التحالف بين التيار العلماني المعتدل والتيار الديني المتجدد. حيث شدد على أهمية التقارب بين هذين التيارين لتحقيق التوازن في المجتمع المغربي، وتجنب التطرف من أي جهة كانت. وفي هذا السياق، دعا الرباح إلى تجنب الأفكار المتطرفة سواء كانت علمانية أو دينية، مؤكدًا أن هذا التحالف المعتدل سيكون مفتاحًا لنجاح التنمية المستدامة في البلاد