عصيد ل “إعلام تيفي” : الهوية الأمازيغية هوية جميع المغاربة “بدون استثناء”

إيمان أوكريش: صحافية متدربة
أوضح أحمد عصيد، كاتب وباحث في الثقافة الأمازيغية، لـ”إعلام تيفي”، أن “بربر” تسمية قدحية أطلقها الأجانب على الأمازيغ، ومن هؤلاء الأجانب اليونان والرومان والوندال والبيزنطيون والعرب، وتعني كلمة “بربر” الناس غير المتحضرين أي المتوحشين.
وتابع عصيد أن كلمة “شلوح” هي أيضا كلمة قدحية تعني “قطاع الطرق”، أي الذين يجردون الناس من ملابسهم ومتاعهم، وهي كلمة عربية ولا علاقة لها بالأمازيغية، حيث أطلقها العرب القادمون من الشرق على الأمازيغ بعد استقرارهم بالسهول المغربية منذ عصر الموحدين.
وأكد الباحث في الثقافة الأمازيغية أن الإسم الحقيقي الذي أطلقه سكان المغرب على أنفسهم، منذ القديم، هو “الأمازيغ” و”المور” ، ولهذا فمن ينعت المغاربة بأسماء أطلقها عليهم الأجانب فكأنه ليس منهم، أو يعتبر نفسه أجنبيا عن الشعب المغربي، بينما الهوية الأمازيغية هي هوية جميع المغاربة “بدون استثناء” كما جاء في خطاب أجدير التاريخي.
ويذكر أن محمد بادو، النائب البرلماني عن حزب التجمع الوطني للأحرار، وجه سؤالاً كتابياً إلى المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، حول استمرار استخدام مصطلحات وصفها بـ”المهينة” للأمازيغ في الخطاب العام.
وأكد النائب في سؤاله أن الأمازيغية مكون أساسي من الهوية الوطنية المغربية، وإرث ثقافي وحضاري غني يعكس التنوع الذي يميز المغرب. ومع ذلك، يتم استخدام بعض الألفاظ المسيئة، مثل “بربر” و”شلوح”، سواء داخل المغرب أو في بعض الخطابات الإعلامية والثقافية الدولية.
وأوضح بادو أن كلمة “بربر” تعود إلى المصطلح اللاتيني Barbarus، الذي استخدمه الرومان لوصف الشعوب التي لا تتحدث لغتهم، وكان يحمل دلالات ازدرائية تعني “الهمجية” أو “التخلف”. أما مصطلح “شلوح”، الشائع محلياً، فهو بحسب النائب تعبير ذو حمولة تحقيرية، تتجاهل القيمة الثقافية والحضارية للأمازيغ، مما يرسخ الصور النمطية السلبية تجاههم.
وأشار النائب إلى أن استمرار استخدام هذه المصطلحات لا يعكس التقدير الواجب للثقافة الأمازيغية، ولا يتماشى مع الحقوق الدستورية التي تكفل كرامة جميع المغاربة، والتي تكرست بترسيم اللغة الأمازيغية في دستور 2011، إلى جانب اللغة العربية.
وطالب بادو وزير الشباب والثقافة والتواصل بتوضيح الإجراءات التي قامت بها الوزارة للحد من استخدام هذه المصطلحات المسيئة على المستويات المحلية والدولية. كما ساءله عن الاستراتيجية التي تعتزم الوزارة تبنيها لتصحيح الصورة النمطية عن الأمازيغ، وتعزيز الوعي بهويتهم الثقافية، وتشجيع استخدام مصطلحات تحترم تاريخهم وثقافتهم العريقة.