على خلفية الجريمة المروعة.. خبراء يحذرون من مخاطر غياب التربية والرقابة الأسرية

نجوى القاسمي: صحافية متدربة
اهتزت منطقة سيدي الطيبي بإقليم القنيطرة الثلاثاء 11 مارس، على وقع جريمة مروعة راح ضحيتها الطفلة جيداء، التي عُثر على جثتها وسط الأزبال بعد اختفائها مساء الاثنين 10 مارس خلال صلاة التراويح.
وأفادت مصادر مطلعة بأن المشتبه فيه الرئيسي في ارتكاب هذه الجريمة هو عم الطفلة، الذي وضعته عناصر الدرك الملكي تحت تدابير الحراسة النظرية بإشراف النيابة العامة، في انتظار استكمال التحقيقات وكشف ملابسات القضية.
في تصريح خص به “اعلام تيفي” ، أكد المختص الاجتماعي عيسى بامحمي أن هذه الجريمة تعكس تعقيد العوامل المؤدية إلى تفشي العنف والاعتداءات الجنسية، حيث قال: “لا يمكن اختزال مثل هذه الجرائم في الفقر أو التفكك الأسري فقط، فليس كل فقير مجرما، ولا كل شخص نشأ في بيئة مفككة قد يصبح معتديا. هناك عوامل أعمق تتعلق بالمنظومة الاجتماعية والتربوية والأخلاقية”
وأشار بامحمي إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت اليوم جزءا رئيسيا في تنشئة الأطفال والمراهقين، حيث تساهم في نشر قيم جديدة وتشكيل تمثلاتهم النفسية والاجتماعية، وهو ما يفرض على الأسر والمؤسسات التربوية والاجتماعية وضع سياسات فعالة لحماية الأطفال وتوعيتهم بالاستخدام الآمن للإنترنت.
كما شدد الخبير الاجتماعي على أهمية وضع سياسات عمومية شاملة لمكافحة هذه الظواهر، من خلال إجراء دراسات معمقة حول الأسباب الحقيقية لانتشار العنف ضد الأطفال، وتعزيز التوعية المجتمعية، وتقوية الترسانة التربوية والقانونية، فضلاً عن تطوير آليات إدماج الأطفال والشباب وتعميم الخدمات الاجتماعية لضمان بيئة آمنة وسليمة.
جريمة الطفلة جيداء ليست مجرد حادثة فردية، بل جرس إنذار يستدعي تدخلاً عاجلاً لحماية الأطفال من كافة أشكال العنف والاستغلال، فالمسؤولية مشتركة بين الأسر، المؤسسات، والمجتمع ككل.