على ضفاف سلفي الوزير!!

بشرى عطوشي

أثارت صورة سيلفي التقطها وزير النقل واللوجيستيك عبد الصمد قيوح لنفسه برفقة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على هامش اجتماع منتدى الربط العالمي للنقل المنعقد باسطنبول، جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي المغربي وصفها البعض بأنها خرجت عن الإطار الدبلوماسي، ولم تُراعِ الأعراف والبروتوكولات في المحافل الدولية، فيما يقول البعض بأنها مجرد صورة عفوية.

كان الأمر ضروريًا للغاية، وزير، رئيس دولة أجنبية، منتدى دولي عُقد في إسطنبول من 26 إلى 29 يونيو، وفي وسط الصورة، صورة سيلفي، ليست أي صورة سيلفي: وزير النقل واللوجستيك، يمد يده، ويرفع هاتفه، ويلتقط صورة للرئيس التركي.

علق البعض: ب”إنها مجرد صورة”، لكن غالبية النشيطين على مواقع التواصل الاجتماعي انتقدوا الوزير المعني بشدة.

فمن وجهة نظرهم، الوزير على مستوى عال من المسؤولية،ويعلم بأن للصورة وزن كبير، إلا أنه بهذه اللقطة أعطى للكثيرين من المتابعين للشأن الديبلوماسي والدولي، فرصة التهكم من أجل ابتسامة في غير محلها ومنشورة على الصفحات الرسمية للوزير.

هل كانت هذه لفتة من الوزير وديوانه؟ بالطبع لا! اختفت صورة السيلفي الشهيرة، حُذفت بعد موجة الاستنكار. كما لو أن الإنترنت لديه زر حذف.

طبعا فات الأوان، اللقطة لا تزال متداولة، ومظاهر السخرية أيضا، وبصراحة، من يمكنه أن يذكر المنتدى؟ وأهداف المنتدى، ومخرجاته، لا أحد، أو قلّة قليلة. كل شيء تلاشى بسبب  “نقرة”  وسيلفي.

 

ومع ذلك، كان كل شيء موجودًا: مكان مُصمم بعناية، ووزراء من جميع أنحاء العالم، ورئيس جمهورية تركيا يقف لالتقاط صورة جماعية. أما السيد الوزير، فقد اختار لحظة من أجل هاتفه.

لم يتدخل أحد ولم يهمس له أحد مستشاريه، أو مرافقيه بأنه: “ليس الآن، ليس هنا”؟ بعد ذلك، يُفاجؤه المتتبعون بالاستنكار. لكن الأمر منطقي: فأغلب منتقدي هذه اللقطة، قالوا ” لا تلعب دور السائح عندما تُمثل بلدًا. لا تسرق تذكارًا حين يُفترض بك أن تحافظ على صورةٍ جادة.”

لذا، نعم، يجدها البعض مبالغًا فيها، صورة السيلفي لا تقتل أحدًا، إلا أنه بالنظر لكل هذه “التفاصيل الصغيرة”، ينتهي بنا الأمر إلى أن يرانا الآخرون كما لا نريد: هواة، عفويين، و مثيرين للسخرية.

سواءً شئنا أم أبينا، الوزير ليس مؤثرًا، ربما نسينا ذلك، فإذا كان في اعتقاده أن المنشور سيقرّبه من المواطنين، ويضعه في قائمة المسايرين للعصر، فالأمر ليس كذلك،  لكن المصداقية تُبنى بالصمت والبروتوكول، ليست عبر لقطة مسروقة في لحظة مصافحة.

صورة سيلفي واحدة كانت قادرة على أن تهدم  بالفعل بروتوكولا، قائما على المعاملات الرسمية والديبلوماسية، في لحظة لا ندري ما الذي دار بخلد السيد الوزير وهو يلتقطها.

حذفها لم يكن حلا، ولا تركها كان سيجيب عن كل الانتقادات ولا حتى التعليقات التي وجدت طريقها للسخرية من موقف كان يمكن تجاوزه في لحظة تفكير بسيطة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى