عليا ل”إعلام تيفي”: “تحويلات مغاربة الخارج رافعة للاقتصاد الوطني والاستقرار الاجتماعي”

فاطمة الزهراء ايت ناصر
أكد المحلل الاقتصادي ياسين عليا أن الجالية المغربية تلعب دورًا مهمًا في دعم الاقتصاد الوطني عبر مساهمتها في قطاع السياحة، حيث يصل عدد المغاربة المقيمين في الخارج الذين يزورون المغرب إلى حوالي ثلاثة ملايين شخص سنويًا، ما يعادل أكثر من ربع عدد السياح. وهذا الإسهام لا يقتصر على السياحة فقط، بل يمتد ليشمل القطاعات المرتبطة بها كالمطاعم والفنادق وقطاع العقارات.
وعن مستقبل استدامة هذه التحويلات، أوضح المحلل ل”إعلام تيفي” أن ذلك يتطلب خلق محفزات جديدة تحفز المغاربة بالخارج على تحويل مساهماتهم من الدعم الاستهلاكي المؤقت إلى استثمارات دائمة تسهم في خلق فرص شغل وتنمية الاقتصاد المحلي. وأوضح أن “الدولة مدعوة إلى ابتكار أطر جديدة ومقاربات إبداعية بعيدًا عن الوسائل التقليدية التي لم تحقق النتائج المرجوة سابقًا”.
وأضاف أن استدامة هذه الموارد المالية تعتمد على استثمار الخبرات المهنية والمعرفية والمالية التي يمتلكها مغاربة العالم، مما يساهم في تحسين مستوى الأداء الاقتصادي وتحويل التحويلات المالية إلى مشاريع استثمارية مستمرة تسهم في التنمية الوطنية الشاملة.
وكشف أن تحويلات المغاربة المقيمين بالخارج تشكل أحد أهم مصادر العملة الصعبة للمغرب، حيث تلعب دورًا محوريًا في تغطية العجز في ميزان الأداءات، وخاصة في ميزان التجارة. وأوضح أن هذه التحويلات تساهم بشكل كبير في تخفيف العجز التجاري، مما يعزز قدرة المغرب على توفير احتياجاته من الواردات خلال فترات مختلفة من السنة.
وأشار عليا إلى أن لهذه التحويلات أدوارًا متعددة تتجاوز البعد الاقتصادي الكلي، فهي لا تقتصر فقط على تدفق الأموال، بل تمثل أيضًا عنصر ضمان وأمان للسلم الاجتماعي في المغرب. وقال إن “غالبية هذه التحويلات لا تتوجه للاستثمار، بل تُستخدم في الاستهلاك وتمويل حاجات الأسر، مما يعزز القدرة الشرائية للمواطنين ويضمن استقرارهم الاجتماعي”.





