علي لطفي اعلام تيفي :إغلاق معهد باستور ترك المغاربة في مواجهة السم بلا سلاح

نجوى القاسمي

يشهد المغرب وضعا صحيا مقلقا بفعل الانتشار المتزايد لحالات لسعات العقارب ولدغات الأفاعي، خاصة في المناطق القروية والنائية، حيث تتفاقم الأوضاع في ظل ارتفاع درجات الحرارة وتنامي نشاط الزواحف السامة.

هذا الوضع ينذر بخطر حقيقي على حياة المواطنين، في ظل غياب الأمصال الضرورية، وافتقار المراكز الصحية للتجهيزات والإمكانات اللازمة للتدخل السريع.

حذّر علي لطفي، رئيس الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة في تصريح خص به موقع اعلام تيفي ، من تفاقم خطر الوفيات بسبب لسعات العقارب ولدغات الأفاعي، خاصة في المناطق القروية والنائية، نتيجة غياب الأمصال وضعف التوعية، بالتزامن مع موجات الحرّ التي يعرفها المغرب.

وأكد لطفي أن الارتفاع المتزايد في درجات الحرارة بفعل التغيرات المناخية ساهم في تنشيط حركة الزواحف السامة وتوسيع انتشارها، مما أدى إلى ارتفاع مقلق في حالات الإصابة والوفاة، خاصة بين الأطفال والنساء وسكان المناطق المعزولة، بسبب صعوبة الوصول إلى المستشفيات والمراكز الصحية

 

وأضاف أن غياب الأمصال الضرورية في مواجهة هذه الحالات يفاقم من حدة الوضع، موضحًا أن المغرب يعاني من نقص حاد في المصل المضاد لسم الأفاعي، وانعدام تام للأمصال المخصصة للعقارب، وذلك بعد إغلاق وحدة إنتاج الأمصال التابعة لمعهد باستور المغرب، دون توفير بديل فعّال.

وأشار لطفي إلى أن عجز المراكز الصحية والمستشفيات المحلية عن توفير العلاج الأساسي يُجبر عائلات الضحايا على نقلهم لمسافات طويلة نحو مستشفيات إقليمية أو جهوية، وغالبا ما يصل المصابون في حالات حرجة تتطلب الإنعاش الفوري.

ولفت المتحدث إلى أن المسؤولية تقع أيضا على عاتق الجماعات الترابية التي تتقاعس في تنظيم حملات توعية أو اتخاذ تدابير وقائية، مثل تنظيف محيط المنازل، مراقبة الأطفال، وتوفير التكوين في الإسعافات الأولية، مؤكدا أن غياب التكوين يدفع الكثير من المواطنين إلى التعامل الخاطئ مع هذه الحالات، كاللجوء إلى الطرق التقليدية الخطيرة أو ربط مكان اللدغة، ما يزيد من خطورتها.

ودعا علي لطفي وزارة الصحة والحماية الاجتماعية إلى إطلاق حملة وطنية عاجلة تستجيب لحجم الخطر المتزايد، مقترحا أن تشمل هذه الحملة توزيع الأمصال المضادة لسموم الأفاعي والعقارب على مختلف المراكز الصحية، خاصة في المناطق النائية، إلى جانب تكثيف جهود التوعية بمخاطر الزواحف وطرق الوقاية منها عبر وسائل الإعلام، والمساجد، والمدارس. كما شدد على أهمية إدماج برامج تكوينية في الإسعافات الأولية تستهدف المهنيين الصحيين والساكنة المحلية

كما شدد لطفي على ضرورة إحداث مراكز مراقبة دائمة للزواحف في المناطق المعروفة بخطورتها، إلى جانب دعم مالي ولوجستي للمناطق المتضررة، خاصة في العالم القروي.

واختتم تصريحه بالتأكيد على أن استمرار غياب التدخل الجدي من طرف وزارة الصحة والحماية الاجتماعية في الجهات والأقاليم، سيؤدي إلى مزيد من الوفيات، في ظل ارتفاع الحرارة واستفحال الخطر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى