عندما تتحكم “التعليمات” في زر البث.. الحموني يُمنعُ من فضح حقائق على الهواء مباشرة!

إعلام تيفي
علم موقع “إعلام تيفي” بالصدفة أن قناة خاصة ألغت حلقة برنامج سياسي مباشر، كان ينتظر من خلالها استضافة النائب البرلماني ، رشيد الحموني رئيس فريق حزب التقدم والاشتراكية، ومحمد الشوكي رئيس فريق التجمع الوطني للأحرار بمجلس النواب.
الحلقة لم يتم لا تسجيلها ولا بثها، بدعوى غياب الصحافي المشرف على البرنامج، دون أي تفسير أو توضيح يذكر.
في هذا الشأن طرحت العديد من الاستفسارات حول هذا الفعل، تولدت من خلالها بعض التكهنات حول ما إذا كان إلغاء الحلقة بأوامر وتعليمات من أحد من أحزاب الأغلبية، أو لأنها كانت ستميط اللثام عن حقائق ستذكر ويفرج عنها من قبل أحد أعمدة المعارضة والتي كان من المحتمل أن تورط الحزب الذي يقود الحكومة، حسب ما تردد من أنباء.
لكن الحقيقة، كما تهمس بها كواليس القناة، وكما تتداولها ألسن الصحافيين خلف الكاميرات، أن تعليمات ما صدرت لمنع بث الحلقة، بعد علمه بمشاركة رشيد الحموني، رئيس الفريق البرلماني لحزب التقدم والاشتراكية، المعروف بمواقفه النارية، وجرأته النادرة في انتقاد الحكومة تحت قبة البرلمان.
رشيد الحموني، الذي تحوّل إلى كابوس يقضّ مضجع الحكومة كلما أمسك الميكروفون، كان على موعد مع فضح جديد، مع كشف حساب علني، مع مساءلة مفتوحة حول دعم استيراد الأغنام، وملف الاحتكار، وعبثية الأولويات في زمن الأزمة. غير أن ما لم يكن في الحسبان، أن الذعر سبق البث، وأن أوامر الإلغاء جاءت بتعليمات، لأن ما كان سيكشفه الحموني يخيف من اعتادوا البقاء في المنطقة الرمادية، حيث لا أحد يسأل، ولا أحد يجيب.
القياديين بحزب الحمامة، حسب ما تردد من أنباء، يحاولون دائما ستر العيوب التي تريد أصوات المعارضة فضحها، وبشتى السبل، وعلى سبيل المثال عندما دعت المعارضة بمجلس النواب إلى تشكيل لجنة لتقصي الحقائق بخصوص دعم استيراد المواشي،في المقابل، ومن أجل إحباط هذه المبادرة، اقترحت الأغلبية، المكونة من التجمع الوطني للأحرار، والأصالة والمعاصرة، والاستقلال، تشكيل «مهمة استطلاعية برلمانية» بأهداف مماثلة، لكن «بصلاحيات محدودة وغير ملزمة».
الأمر الذي جعل المعارضة تفشل حتى في جمع التوقيعات بمجلس النواب لتشكيل لجنة لتقصي الحقائق، هكذا ظلت أحزاب الأغلبية تمنع وتتصدى لكل خطوة من شأنها فضح كل التلاعبات وكل تقصير شاب مشاريع أو برامج ما.
وهو الأمر الذي حصل عندما استشعر حزب الحمامة من خلال مواجهة الحموني لرئيس الفريق التجمعي الشوكي،( استشعر)، إمكانية فضح المستور في ملف دعم استيراد المواشي واللحوم الحمراء.
في هذا الصدد وفي كل ما سبق ذكره، حاولنا التواصل مع رشيد الحموني، للاستفسار منه عن ما حصل إلا أن هاتفه ظل يرن دون رد.
الفضائح التي لم تنكشف اليوم، والتي يعلم المواطن المغربي أنها مسته ومست قوت أبنائه وكرامته في عيشه، تنكشف اتباعا دون أن يتم الإعلان عنها من قبل المعارضة أو غيرها.
إن ما يحاول السياسي إخفاؤه عن المواطن لا عبر الإعلام ولا حتى عبر مواقع ومؤسسات أخرى، ينكشف بسرعة لأن عيش المواطنين تسلل إليه الفساد والريع وسرق فرحتهم وكرامتهم وراحتهم وهناءهم.