عندما يضيق العيش بمواجهة موجة الغلاء الجنونية لأسعار المواد الأساسية
حفصة تيوكي صحافية متدربة
في زمن تتصاعد فيه أسعار المواد الأساسية إلى مستويات غير مسبوقة، تواجه الأسر المغربية تحديات متنامية من أجل الحفاظ على مستوى معيشي ملائم، حيث يقتضي هذا الواقع الجديد أن تكون المرونة والابتكار حليفين في معركة يومية ضد ضغوطات الغلاء المعيشي.
هنا تبدأ رحلة الكفاح من اللحظة التي تفتح فيها الأسر المغربية أبواب منازلها وتشرع في رحلة البحث عن السبل التي تمكنها من التوفيق بين نفقات الأسرة المحدودة واحتياجاتها المتزايدة.
فكل صباح، تبدأ الأسر رحلتها الصعبة، حيث يتعين على كل درهم أن ينفق بحذر شديد، مما يشعر الآباء بألم عميق وهم مضطرون للاختيار بين توفير الطعام لأطفالهم أو دفع إيجار المنزل، ويشعرون بالذنب عندما يضطرون إلى تقليص احتياجات الأسرة الأساسية.
فكل نفقة صغيرة تشكل عبئا ثقيلا؛ الأم التي ترى في عيون أطفالها الجوع والأمل، تبقى عاجزة أمام توفير الغذاء الكافي لفلذات كبدها. الأب الذي يواجه ضغوطا متزايدة، بينما دخله لا يتناسب مع ارتفاع المعيشة بينما تتصاعد الأسعار بشكل غير متوقع، تنقلب الحياة رأسا على عقب، ويتحول البحث عن لقمة العيش إلى معركة لا تنتهي.
و في كل مساء، يعجز هؤلاء الأهل عن النوم، وهم يحملون على كاهلهم هموم مستقبل غير مؤكد، ومخاوف متزايدة من الغد، الألم لا يقتصر على الجوانب المادية فقط، بل يمتد إلى قلوب العائلات التي تشعر بالإرهاق العاطفي العميق.
إن الأحلام التي كانت ذات يوم ممكنة، تتحول إلى خيبات أمل مؤلمة، والأمل في تحسين الوضع يصبح أكثر بعدا. الأطفال، الذين يفترض أن يعيشوا حياة خالية من الهموم، يجدون أنفسهم في مواجهة واقع قاس، يضطرون لتحمل عبء معاناة لا يفهمون أسبابها.
هنا تتمثل الاستجابة الأولية للغلاء في محاولة ضبط النفقات وإعادة ترتيب الأولويات، حيث تتخذ الأسر إجراءات عديدة لتقليل التكاليف وتوفير الأساسيات حيث تشمل هذه الإجراءات البحث عن بدائل أرخص، وتقليص الإنفاق غير الضروري، وتعديل أساليب الحياة لتتناسب مع الوضع الاقتصادي الراهن.