عودة المهاجرين إلى ديار الإقامة..النقاط الجمركية الإسبانية لم تواكب التنسيق المغربي

بشرى عطوشي
شهدت عملية عودة الجالية المغربية العائدة من ديار المهجر هذا الموسم تنظيما محكما على مستوى ميناء طنجة المتوسط، حيث تم اعتماد برمجة جديدة للعبور ترتكز على ضرورة تحيين وتحديث مواعد الرحلات مع وكالات البواخر.
هذه الخطوة مكنت من تحديد العتبة اليومية للعبور وضمان سيولة في حركة التنقل، الأمر الذي انعكس على تقليص ساعات الانتظار وترشيد توزيع التدفقات البشرية واللوجستية على مختلف المصالح المعنية داخل الميناء. وقد لاقت هذه المقاربة استحسانا لما أبانت عنه من نجاعة في التنسيق والتدبير الميداني.
غير أن هذه الفعالية التنظيمية انعكست بشكل معاكس عند الضفة الأخرى، حيث أدى تزايد صبيب العربات المتجهة نحو ميناء الجزيرة الخضراء إلى اختناقات مرورية غير متوقعة، نتج عنها تراكم الطوابير واضطرار أفراد الجالية إلى الانتظار لساعات طويلة في النقاط الجمركية الإسبانية.
وفي بعض الحالات تجاوزت مدة الانتظار ساعتين، مما دفع المسافرين إلى التعبير عن استيائهم واحتجاجهم عبر إطلاق منبهات السيارات في مشهد جسد حالة التوتر والضغط التي صاحبت هذه المرحلة من العبور.
هذا الوضع يطرح تساؤلات حول مدى التنسيق الثنائي بين السلطات المغربية والإسبانية في تدبير فترات الذروة التي يعرفها معبر طنجة المتوسط والجزيرة الخضراء خلال عودة الجالية.
فبينما تمكنت البرمجة المغربية من تحقيق قدر عال من الانسيابية والتنظيم الداخلي، كشفت في المقابل عن هشاشة في الاستيعاب على المستوى الإسباني، وهو ما يستدعي تعزيز آليات التعاون وتبادل المعلومات بين الجانبين لتفادي أي ارتباك مستقبلي قد ينعكس سلبا على راحة وكرامة الجالية المغربية.