غزة على حافة المجاعة .. وجبة كل يومين وموت بطيء تحت الحصار

نجوى القاسمي
تشهد غزة أوضاعا إنسانية مأساوية بفعل سياسة التجويع والإغلاق الإسرائيلي المستمرة منذ أكثر من شهرين، والتي أدت إلى حرمان مئات الآلاف من الفلسطينيين من أبسط مقومات الحياة.
وبحسب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فإن نسبة كبيرة من سكان القطاع لا يتناولون سوى وجبة واحدة كل يومين أو ثلاثة، نتيجة تعمد إسرائيل إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات الغذائية والطبية.
وقال عدنان أبو حسنة، المتحدث الإعلامي باسم الأونروا، في بيان صحفي، إن أكثر من 66 ألف طفل يعانون من سوء تغذية حاد”، محذرًا من كارثة صحية تتهدد الأجيال القادمة. وأضاف أن الوكالة الأممية لن تكون جزءًا من خطة إسرائيلية لإدخال المساعدات، واصفًا إياها بأنها لا تحترم المعايير الإنسانية المعتمدة لدى الأمم المتحدة.
منذ 2 مارس الماضي، أغلقت إسرائيل كافة المعابر المؤدية إلى القطاع، ما تسبب في تفاقم الأوضاع المعيشية لسكان غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة، والذين باتوا يعتمدون بشكل شبه كلي على المساعدات الخارجية، بعدما دمرت الحرب الإسرائيلية المتواصلة منذ 20 شهرًا البنية التحتية والاقتصادية في القطاع.
المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أعلن مؤخرا عن ارتفاع عدد الوفيات بسبب الجوع إلى 57 شخصا منذ 7 أكتوبر 2023، مشددًا على أن الأعداد مرشحة للارتفاع في ظل استمرار منع إدخال المواد الغذائية والإغاثية.
وفي تطور مثير للجدل، كشف موقع “واللا” العبري أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر صادق على خطة صهيونية أمريكية مشتركة لإعادة إدخال المساعدات إلى غزة، عبر صندوق دولي وشركات خاصة.
وتقتضي الخطة توزيع المساعدات داخل ما تُعرف بـالمجمعات الإنسانية التي تقيمها إسرائيل جنوب القطاع، وهي آلية لاقت رفضًا قاطعًا من قبل الفلسطينيين ومنظمات إنسانية دولية، اعتبرتها انتهاكا صريحا لمبادئ العمل الإنساني.
الفريق الإنساني الدولي في الأرض الفلسطينية المحتلة، التابع للأمم المتحدة، أصدر بيانا انتقد فيه هذه الخطة، مؤكدا أن إسرائيل تسعى لإغلاق النظام القائم لتوزيع المساعدات واستبداله بآلية تخضع لسيطرة جيشها، مما يهدد حياة المدنيين ويدفعهم إلى المخاطرة للوصول إلى مناطق تعرّف عسكريا، فقط للحصول على الغذاء.
كما شدد الفريق الأممي على أن الخطة المقترحة لا تفي بالمعايير الإنسانية وتبدو مصممة لاستخدام الغذاء والدواء كأداة ضغط ضمن استراتيجية عسكرية موسعة.
وأكدت منظمات أممية، من بينها مكتب الأمين العام للأمم المتحدة، رفضها المشاركة في أي خطة لا تحترم مبادئ الإنسانية والنزاهة والحياد والاستقلال.
وفي ظل هذا التصعيد الإنساني، تشير تقارير دولية إلى أن عدد الضحايا في قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي المدعوم أمريكيًا، تجاوز 171 ألف قتيل وجريح، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، معظمهم من الأطفال والنساء.