غزة على حافة الموت الجماعي وسط مطالب المنظمات بوقف فوري لإطلاق النار

حسين العياشي
حذّرت أكثر من مئة منظمة غير حكومية دولية، من بينها أطباء بلا حدود، العفو الدولية، أوكسفام، وكاريتاس، من تفشي “مجاعة جماعية” في قطاع غزة الذي أنهكته الحرب والحصار المتواصل منذ عقود خلت، تغير خلالها شكل العالم من قطبه الشمالي الى نظيره الجنوبي، دون أن يتحسن حال فلسطين الأبية، فقد شاخ من فتح عينه على اول قدم وضعها الاحتلال على أراضي الفلسطيني ومنهم من انتقل الى دار البقاء، لكن مقاومة الغزاويين لا تزال حية تصارع.
بهذا الصدد، أصدرت المنظمات بيانا مشترك صدر يوم الأربعاء 23 يوليوز الجاري، عبّر فيه الموقعون عن قلق بالغ إزاء الوضع الكارثي، مؤكدين أن “زملاءنا والسكان الذين نساعدهم في غزة يحتضرون”.
كما تحدثت المنظمات، عن كارثة إنسانية متسارعة، حيث وثّق مستشفى في غزة وفاة 21 طفلًا بسبب الجوع وسوء التغذية خلال 72 ساعة فقط، في مؤشر مخيف على انهيار كامل للبنية الصحية والإنسانية في القطاع.
المنظمات طالبت بـوقف فوري لإطلاق النار، وفتح كل المعابر الحدودية دون قيد أو شرط، إلى جانب تأمين المرور الحر والدائم للمساعدات الإنسانية، محذرة من أن نظام الإغاثة الإنساني العالمي بأكمله بات يلفظ أنفاسه الأخيرة أمام أعين المجتمع الدولي.
وفي السياق ذاته، أعلنت الولايات المتحدة عن إرسال مبعوثها ستيف ويتكوف إلى المنطقة، في محاولة لدفع جهود وقف إطلاق النار وفتح ممر إنساني دائم. وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، تامي بروس، إن الأمل كبير في التوصل إلى هدنة جديدة وممر إنساني لتدفق المساعدات، وهو أمر وافق عليه الطرفان من حيث المبدأ.
أما بالنسبة للأمم المتحدة، فقد وصف الأمين العام، أنطونيو غوتيريش، الوضع في غزة خلال جلسة لمجلس الأمن بأنه “كارثي وغير مسبوق في التاريخ الحديث”، مشددًا على أن سوء التغذية قد انفجر، والمجاعة تطرق أبواب الجميع، والنظام الإنساني القائم على المبادئ ينهار أمام أعيننا.
وتأتي هذه التحذيرات في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي الشامل على القطاع، وتراجع مستوى الاستجابة الدولية، فيما يعيش أكثر من 2.3 مليون فلسطيني في غزة أسوأ كارثة إنسانية منذ عقود، في ظل عجز المستشفيات، وانقطاع الكهرباء، ونفاد المياه والغذاء، وسط استمرار القصف والتدمير اليومي.
أمام هذا الواقع القاتم، يتجدد السؤال: كم من الأرواح يجب أن تُزهق قبل أن يتحرك العالم بشكل جاد لوقف هذه المأساة؟