فرنسا تطلق برنامجا مُحدثا للعودة الطوعية يستهدف المهاجرين غير النظاميين
حسين العياشي
أعلنت السلطات الفرنسية عبر المكتب الفرنسي للهجرة والاندماج عن شروعها في تنفيذ برنامج مُحدث للعودة الطوعية، موجه أساساً للأجانب المقيمين فوق التراب الفرنسي دون وضع قانوني، من بينهم عدد من المغاربة.
ويتيح البرنامج الاستفادة لعدة فئات، في مقدمتها الأشخاص الذين رُفضت طلبات لجوئهم أو صدر في حقهم قرار بمغادرة فرنسا، إضافة إلى الراغبين في العودة إلى بلدانهم قبل انتهاء صلاحية تصاريح إقامتهم.
وتتضمن العروض تغطية كاملة لتكاليف السفر نحو بلد الأصل، فضلاً عن منحة مالية تصل إلى 650 يورو لكل مستفيد، تُسلم مباشرة عند الوصول أو عبر وكالات تحويل معتمدة. ولا يقتصر الدعم على لحظة العودة، بل يمتد إلى ما بعدها، حيث يوفر المكتب مرافقة تشمل المساعدة في توفير السكن والتجهيزات الأساسية، وتغطية بعض المصاريف الطبية، إلى جانب تمويل برامج تكوين مهني وخلق فرص شغل. كما يمكن أن يصل الدعم إلى مبالغ أكبر لتمويل مشاريع صغيرة، تبعاً لطبيعتها وموافقة الجهات المختصة.
وقد وضع المكتب الفرنسي للهجرة المغرب ضمن الدول الأساسية المستهدفة، حيث يجري التنسيق مع شركاء محليين لمواكبة المستفيدين بعد عودتهم، بهدف تسهيل اندماجهم وتثبيت أوضاعهم الاجتماعية والمهنية.
ويرى متابعون أن هذه المبادرة تحمل أبعاداً إنسانية وسياسية في آن واحد، إذ تسعى باريس إلى معالجة ملف الهجرة غير النظامية بوسائل ناعمة، تحد من أعداد المقيمين بطرق غير قانونية، وفي الوقت ذاته تمنح المستفيدين فرصاً لإعادة بناء مسار جديد داخل أوطانهم.
