لالة فاتجة تكشف أثر تدخل الأباء بين الازواج/ مبادئ الزواج/توجيه الأبناء

فاطمة الزهراء ايت ناصر

أكدت المستشارة الأسرية لالة فاتحة أن الزواج في الإسلام يُعتبر عبادة، وهو ليس مجرد عقد بين طرفين بل هو مسؤولية دينية وأخلاقية. معتبرتا أنه التزام يتطلب من الزوجين الوعي الكامل بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم في العناية ببعضهم البعض، وفي تربية الأبناء بشكل سليم، كاختبار لمدى التزام الزوجين بالمسؤولية الدينية والاجتماعية.

وأوضحت المستشارة الأسرية في تصريح ل”إعلام تيفي” خلال استضافتها في برنامج “بانوراما”  أن الناس في الماضي كانوا ينظرون إلى الزواج كمسؤولية جماعية، حيث كانت القبيلة أو العائلة بأكملها تشارك في دعم الشخص المتزوج. هذه الثقافة كانت تبرز فكرة أن الزواج ليس فقط مسؤولية فردية ولكن مسؤولية اجتماعية تتطلب دعم المحيطين.

وفي سياق اخر مرتبط ببر الوالدين أكدت أنه لا يتعارض مع الحياة الزوجية، بل يُعتبر من أرقى العبادات بعد الشرك بالله.مؤكدتا  انه مسؤولية ملزمة على كل فرد، لكن يجب على الزوجين أن يكونا واعيين بأن هذا البر يجب أن يُمارس فيما يعني الوالدين، دون التدخل في تفاصيل العلاقة الزوجية.

وأشارت إلى أن بعض الآباء قد يواجهون صعوبات في التأقلم مع مرحلة زواج الأبناء بسبب خلل في تصوراتهم أو مشاعرهم. الوعي النفسي يساعد في التعامل مع هذه الحالات بشكل سليم.

وأوضحت أن البر بالوالدين في الإسلام، لا يعني فقط تلبية احتياجاتهم المادية، بل يشمل الاهتمام بمشاعرهم، والاعتراف بفضلهم في تربية الأبناء، مؤكدتا أنه شرف وواجب يقع على عاتق الأبناء الذين يجب أن يظهروا الامتنان والعناية بهم لكن في حدود أن لا يصل ذلك الى المشاركة في التفاصيل الزوجية واتخاد القرارات بدلا عنهم لأن ذلك يشكل عبء على الازواج ويسبب لهم مشاكل في العلاقة.

وبخصوص التواصل الفعّال بين الأبناء والآباء، أكدت على أهمية التواصل بين الآباء والأبناء، خاصة في وقتنا الحالي الذي يشهد انشغال الآباء بالعمل والضغوطات اليومية. مشيرتا إلى أن الأبناء يواجهون أحيانًا فراغًا عاطفيًا بسبب قلة التواصل مع الآباء، وهو ما قد يؤثر سلبًا على تفاعلهم مع محيطهم.

و قدمت لالة فاتحة نصيحة هامة للآباء، وهي تخصيص وقت للاستماع إلى الأبناء والتواصل معهم بشكل يومي. مما يُساهم في فهم احتياجاتهم العاطفية والاجتماعية، ويؤدي إلى تعزيز العلاقة الأسرية وزيادة التفاهم بين الطرفين.

وأكدت  أن الأسرة ليست مجرد مكان لتدبير الحياة اليومية، بل هي مؤسسة تهدف إلى تربية الأبناء وتوجيههم نحو القيم الأخلاقية والإسلامية. وقالت:” كل فرد في الأسرة يجب أن يتحمل مسؤوليته بشكل متكامل الزوج يجب أن يتحمل دوره القيادي من خلال توجيه الأبناء ورعايتهم، بينما يجب على الزوجة أن تدعم هذه المسؤوليات.

ووجهة المستشارة  الأنظار إلى أهمية دور الأب في قيادة الأسرة، من خلال توجيه الأبناء وتقديم المشورة لهم. مشيرتا الى ان  الأسرية تتطلب من الأب أن يكون قدوة حسنة، ويُحسن التصرف في المواقف المختلفة.

في السياق نفسه، أكدت على أهمية التربية السليمة التي تبدأ من داخل الأسرة. يشمل ذلك تعزيز القيم الأخلاقية مثل الاحترام المتبادل، التعاون، والمسؤولية. موضحت أن هذه التربية، ستمكن الأسرة من أن تساهم في بناء جيل واعٍ ومؤهل للتفاعل بشكل إيجابي مع المجتمع.

وأكدت على ضرورة تقديم التوجيه المستمر للأبناء من خلال الإرشاد الدائم لهم في مختلف المجالات. التربية ليست فقط مسؤولية الوالدين، بل هي مسؤولية اجتماعية مشتركة تحتاج إلى تفاعل مع محيط الأسرة والمجتمع.

وأشارت لالة فاتحة إلى ضرورة مواجهة الأفكار التي تهدد الهوية الأسرية، مثل بعض المفاهيم النسوية التي قد تساهم في تهديد التوازن داخل الأسرة. الوعي بهذه الأفكار يساعد في الحفاظ على القيم الفطرية ويُسهم في تحقيق تماسك الأسرة.

وقالت :”إن التعرف على الهوية الفطرية للفرد يساهم في بناء أسرة قائمة على الاحترام المتبادل، ويُمكن للأفراد أن يتجنبوا تأثير الأفكار السلبية التي قد تضر بالهوية الاجتماعية والدينية”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى