لكهل ل”إعلام تيفي”: “السلامة الطرقية مسؤولية مضاعفة في عيد الأضحى”

فاطمة الزهراء ايت ناصر
تعيش الطرق المغربية خلال فترات الأعياد، وعلى رأسها عيد الأضحى، حالة من النشاط الاستثنائي والحركية المكثفة نتيجة الإقبال الكبير على السفر.
مئات الآلاف من المواطنين يقطعون مسافات طويلة للعودة إلى ديارهم ومشاركة ذويهم فرحة العيد وصلة الرحم، ما يجعل هذه المناسبة محطة حيوية تستدعي مزيدًا من الحذر واليقظة على الطرقات.
وفي هذا السياق، أكد محمد سالم لكهل الكاتب العام لشبكة وحدة للسلامة الطرقية بالصحراء، أن عيد الأضحى يُعد من أكثر الفترات حساسية على مستوى السلامة الطرقية بسبب تزايد التنقلات وضغط الحركة المرورية داخل وخارج المدن.
وأوضح لكهلل”إعلام تيفي” أن العديد من التحديات تُطرح خلال هذه المناسبة، أبرزها الارتفاع الكبير في عدد السيارات الخاصة وحافلات النقل العمومي التي تتنقل بين المدن، إلى جانب السفر لمسافات طويلة غالبًا ما يتم بعد ساعات من العمل أو خلال الليل، ما يجعل السائقين عرضة للتعب والإرهاق.
وأشار إلى أن هذه العوامل تؤدي إلى انخفاض التركيز وزيادة مخاطر ارتكاب حوادث سير خطيرة قد تُحوّل فرحة العيد إلى مآسي.
وأضاف أن من السلوكات السلبية التي تلاحظها الشبكة خلال فترات الأعياد هناك الإفراط في السرعة، وعدم احترام مسافة الأمان، والاستخدام غير الآمن للهاتف المحمول أثناء القيادة، والتهاون في استعمال حزام السلامة من قبل السائقين والركاب، خاصة في المقاعد الخلفية. كما حذر من السياقة في حالة إرهاق أو نعاس، والتي تُعد شكلاً من أشكال القيادة تحت التأثير، مشددًا على أهمية الراحة الكافية قبل الانطلاق في الرحلات.
في مقابل ذلك، تسجل شبكة وحدة للسلامة الطرقية حضورا ميدانيا فعالًا، من خلال حملات توعية وتحسيس داخل وخارج المدار الحضري، تستهدف عموم السائقين ومستعملي الطريق. وتتم هذه الحملات بتنسيق مع الوكالة الجهوية للسلامة الطرقية بالأقاليم الجنوبية والسلطات المحلية، وتشمل توزيع منشورات توعوية، وتنظيم أنشطة بالمحطات الطرقية، وتحسيس سائقي حافلات نقل المسافرين بضرورة الالتزام بالسرعة القانونية والسلوكيات الآمنة. كما يتم تعزيز هذه الجهود عبر الإعلام العمومي والإذاعات الجهوية والمواقع الإلكترونية.
وإلى جانب السلوكيات الفردية، أشار الرئيس إلى أن هناك عوامل بنيوية تسهم في تفاقم حوادث السير خلال الأعياد، خاصة في المناطق القروية أو الشبه حضرية، حيث تعاني بعض الطرق من ضعف التشوير وقلة الإنارة وانتشار الحفر والتشققات. وأوضح أن هذه الوضعية تُصبح أكثر خطورة مع تزايد وسائل النقل غير المهيكلة كالدراجات ثلاثية العجلات والعربات المجرورة التي تزداد خلال الأعياد في غياب المراقبة الكافية.
في المقابل، نوه رئيس الشبكة بمكتسبات هامة على مستوى البنية التحتية في الأقاليم الجنوبية، خاصة مع إنجاز المشروع الملكي لطريق تيزنيت – الداخلة، الذي ساهم في تقليص أوقات السفر والرفع من شروط السلامة والراحة للمسافرين، وفتح آفاقًا اقتصادية جديدة للمنطقة.
واختتم محمد سالم لكهل تصريحه بدعوة كافة مستعملي الطريق إلى الالتزام بالسلوك المسؤول واحترام قانون السير، وعدم الاستجابة للضغط الزمني الذي يدفع البعض للسرعة والتهور.
وقال إن عيد الأضحى هو مناسبة للتقوى والتسامح وصلة الرحم، ويجب أن يكون أيضًا عيدًا للسلامة والانضباط، مشيرًا إلى أن “حفظ النفس” قيمة دينية وأخلاقية وإنسانية يجب أن تتحقق على الطريق كما في غيرها من مجالات الحياة.