متقاعدو المغرب: صرخات تطالب بالحقوق في وجه الإهمال

فاطمة الزهراء ايت ناصر صحافية متدربة 

تواجه شريحة المتقاعدين في المغرب وضعًا صعبًا يزداد تدهورًا مع مرور الزمن، حيث يعانون من إهمال حكومي وتجاهل لمتطلباتهم الأساسية رغم العطاء الكبير الذي قدموه طوال سنوات خدمتهم.

ونظمت هيئة المتقاعدين المدنيين بالمغرب صباح اليوم الاحد  وقفة احتجاجية أمام مقر البرلمان تحت شعار: “الزيادة الفورية والرفع من الحد الأدنى للمعاشات مدخل أساسي لإنصاف المتقاعدين وذوي الحقوق”.

وضعية مأساوية: معاشات هزيلة وأوضاع صحية مزرية

وصف عبد العزيز رجا، رئيس هيئة المتقاعدين المدنيين بالمغرب، الوضع الذي يعيشه المتقاعدون في المغرب بـ “المزرٍ”، حيث يعاني الكثير منهم من معاشات هزيلة لا تكفي لتلبية احتياجاتهم اليومية. في تصريحاته، أشار عبد العزيز إلى أن بعض المتقاعدين يتقاضون معاشات لا تتجاوز 500 أو 900 درهم شهريًا، وهو ما يعتبره غير كافٍ في ظل ارتفاع تكاليف الحياة. وقال إن هؤلاء المتقاعدين الذين قدموا الكثير للوطن، أصبحوا اليوم يعانون في صمت، ويفضل البعض منهم العيش في دور العجزة أو المؤسسات الخيرية، حيث لا يتلقون رعاية لائقة.

واضاف المتحدث في تصريح لموقع “إغلام تيفي” أن  الوضعية تؤثر سلبًا على حياتهم اليومية، فهم يعانون من قلة الموارد المالية وعدم القدرة على الحصول على الرعاية الصحية اللازمة. وقال “في الكثير من الأحيان، يضطر المتقاعدون إلى الاستدانة أو طلب المساعدة من العائلات التي غالبًا ما تكون غير قادرة على تلبية احتياجاتهم بسبب الضغوطات المالية”.

إهمال الحكومة: مطالب بتحسين الوضع

من جانبه، شدد الكاتب العام لهيئة المتقاعدين عبد الاله الصغير في تصريحه لموقع “إعلام تيفي” على أن الحكومة يجب أن تتحمل مسؤوليتها تجاه هذه الفئة، التي ساهمت في بناء الوطن خلال سنوات طويلة. وأضاف أنه من غير المعقول أن يُعامل المتقاعدون كأرقام أو إحصائيات، بل يجب أن يتمتعوا بالاحترام والكرامة التي يستحقونها. وذكر الكاتب العام أن الإعفاءات الضريبية التي تقدمها الحكومة لا تفي بالغرض المطلوب، بل يجب زيادة المعاشات التي يتقاضاها المتقاعدون لكي تتناسب مع غلاء المعيشة.

وطالب الكاتب العام الحكومة بتوفير رعاية صحية لائقة للمتقاعدين، مشيرًا إلى أن العديد منهم يعانون من أمراض مزمنة تتطلب علاجًا مستمرًا. كما أكد أن من حق المتقاعدين الحصول على امتيازات في وسائل النقل والخدمات العامة، مثلما يتمتع بها نظراؤهم في بعض الدول الأوروبية. فالمتقاعد يجب أن يحصل على معاملة تليق بما قدمه من جهد وعطاء في سنوات خدمته.

الاستمرار في النضال: وقفات احتجاجية للمطالبة بالحقوق

ودعا كل من رئيس الهيئة والكاتب العام إلى ضرورة تنظيم وقفات احتجاجية وتكثيف النضال من أجل تحسين وضعية المتقاعدين. وأكدوا أن هذه الفئة لا تطلب معاملة تفضيلية، بل حقوقًا مشروعة تضمن لهم حياة كريمة بعد سنوات من العمل والتضحية. وعبرا عن استيائهما من تجاهل الحكومة لمطالب المتقاعدين، مطالبين بمزيد من الاهتمام من أجل ضمان الرعاية الاجتماعية والصحية لهذه الفئة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button