مزراري: دعم بريطانيا لمبادرة الحكم الذاتي “المسمار الأخير في نعش الانفصال”

إيمان أوكريش

في خطوة تشكل تحولا لافتا في الموقف الدولي من قضية الصحراء، أعلنت بريطانيا، على لسان وزير خارجيتها ديفيد لامي، دعمها لمبادرة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب كحل للنزاع، واصفة إياها بأنها “الأساس الأكثر مصداقية وقابلية للتطبيق وبراغماتية” لتسوية هذا الملف.

وجاء هذا الموقف الجديد خلال زيارة رسمية للرباط،  توجت ببيان مشترك وقعه الوزير البريطاني ونظيره المغربي ناصر بوريطة، مما يعكس دفعة قوية للمسار الأممي ويعزز الجهود المغربية لإيجاد حل دائم في إطار سيادته الوطنية.

وفي هذا الصدد، أوضح عبد الهادي مزراري، كاتب صحافي ومهتم بالعلاقات الدولية أن إعلان بريطانيا دعمها لمبادرة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب لحل النزاع في الصحراء المغربية، يشكل اعترافا بسيادة المملكة على أقاليمها الجنوبية.

وتابع مزراري، في تصريح إعلامي خص به “إعلام تيفي” أن هذا الموقف الذي عبر عنه وزير الخارجية البريطاني خلال زيارته الرسمية إلى الرباط ولقائه نظيره المغربي، يعد إقرارا رسميا من دولة ذات وزن سياسي عالمي، ويوازي في قيمته اعترافات دول دائمة العضوية في مجلس الأمن، مثل الولايات المتحدة وفرنسا، مشيرا أيضا إلى دول أوروبية أخرى وازنة سارت في الاتجاه نفسه، كألمانيا وإسبانيا وهولندا.

وأكد  أن دعم بريطانيا لمبادرة الحكم الذاتي يحمل أبعادا أوسع، خصوصا من حيث التأثير المحتمل على الموقف الأوروبي، رغم خروج لندن من الاتحاد الأوروبي، لافتا إلى أن علاقات بريطانيا تظل قوية ومؤثرة في دوائر القرار داخل القارة، خاصة في ظل التحولات الجيوسياسية الراهنة، مثل الحرب الروسية الأوكرانية، وتقلبات العلاقات بين الولايات المتحدة وأوروبا.

وأشار مزراري كذلك إلى أن للموقف البريطاني صدى على مستوى أوسع من القارة الأوروبية، وذلك عبر التأثير في إطار مجموعة الكومنولث التي تضم دولا في آسيا وإفريقيا وأمريكا الشمالية، مبرزا أن لبريطانيا وزنا سياسيا وتاريخيا يجعل من قراراتها صدى دوليا لا يستهان به.

وفي السياق ذاته، اعتبر المتحدث نفسه أن هذا التطور ينسجم مع الرؤية الاستراتيجية التي تربط المغرب ببريطانيا، خاصة في ما يتعلق بالتعاون داخل القارة الإفريقية، حيث يلعب المغرب دورا محوريا من خلال مبادراته التنموية والاستراتيجية الهادفة إلى تحقيق الأمن والاستقرار، طبقا لما سماه بـ”القاعدة الذهبية” التي يتبناها المغرب: رابح-رابح.

واختتم عبد الهادي مزراري بالتأكيد على أن هذا الاعتراف البريطاني بمبادرة الحكم الذاتي يمثل “المسمار الأخير في نعش الأطروحة الوهمية التي حاول، عبثا، خصوم المغرب أن ينالوا بها من وحدته الترابية وسيادته الوطنية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى