مزراري: فتور العلاقات المغربية التونسية نتاج لانحراف التوجه التونسي (فيديو)
إيمان أوكريش
أوضح عبد الهادي مزراري، صحافي مهتم بالعلاقات الدولية، خلال حلوله ضيفا على برنامج “بانوراما” على قناة إعلام تيفي، أن العلاقات المغربية التونسية مرت عبر تاريخها بمحطات من التعاون الوثيق والدعم المتبادل.
وأشار إلى أن العلاقات الثنائية شهدت تطورا مستمرا عبر مختلف الحقب الرئاسية في تونس، من عهد الحبيب بورقيبة إلى زين العابدين بن علي، ولقايد السبسي، وغيرهم، قبل أن تعرف منعرجا سلبيا مع صعود قيس سعيد إلى السلطة، الذي قاد سلسلة من “الانقلابات السياسية” الداخلية، من إغلاق البرلمان وتعطيل المحكمة الدستورية إلى تركيز السلطات في يده.
وأكد مزراري أن استقبال قيس سعيد لزعيم جبهة البوليساريو في قمة “تيكاد” شكل استفزازا مباشرا للمغرب ومسا بسيادته الوطنية، وهو ما جاء بـ”تحريض واضح من النظام الجزائري”، معتبرا أن الجزائر تسعى بشكل ممنهج إلى بناء سياسة محاور في المنطقة المغاربية تقوم على معاداة المغرب واستهداف وحدته الترابية.
واعتبر أن الأمر يمثل تصعيدا، مضيفا أن القيادة التونسية الحالية رهنت مستقبل تونس بتحالفات “لا تصب في مصلحة هذا البلد المعروف بانفتاحه ورصيده الحضاري الكبير”.
وفي تحليله للدور الجزائري في هذا التوتر، أوضح مزراري أن الجزائر تبني علاقاتها الخارجية على أساس العداء للمغرب، وتسعى لاستقطاب حلفاء يعززون موقفها ضد الوحدة الترابية للمملكة، مستشهدا في هذا السياق بتصريحات سابقة لوزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، الذي كشف عن تدخلات جزائرية مباشرة في دول عديدة لدفعها إلى اتخاذ مواقف معادية للمغرب.
وشدد مزراري على أن المغرب، رغم هذه التطورات، ما زال يترك دائما باب العودة مفتوحا، معتبرا أن المغرب يتبع سياسة ثابتة في علاقاته الخارجية، كما فعل مع إسبانيا وفرنسا وألمانيا، حيث استطاع تجاوز أزمات مع هذه الدول بعد اتخاذها مواقف داعمة لمغربية الصحراء.
وفي ما يخص تعيين السفير المغربي السابق في تونس، حسن طارق، على رأس مؤسسة وسيط المملكة، لفت مزراري أن المغرب سبق أن اتبع خطوات مماثلة مع سفرائه في دول أخرى مثل فرنسا، وأن الباب لا يزال مفتوحا أمام تونس إن هي قررت مراجعة مواقفها، إلا أنه استبعد وجود محيط داخل النظام التونسي يجرؤ على نصح الرئيس قيس سعيد بالعودة إلى العلاقات الطبيعية مع المغرب.
وفي معرض حديثه عن حلم الاتحاد المغاربي، اعتبر مزراري أن المغرب كان ولا يزال صاحب مصلحة حقيقية في بناء هذا الاتحاد منذ تأسيسه سنة 1989 في اتفاقية مراكش.
وفيما يخص إمكانية حدوث تغيير في مواقف تونس والجزائر مستقبلا، قال مزراري إن الأوضاع الداخلية المعقدة في كلا البلدين قد تفضي لاحقا إلى حركات تصحيحية، مشيرا إلى أن تونس أصبحت اليوم “عبارة عن صندوق مغلق”.