مستهلكون يكشفون عن مواد خطيرة في مكونات الجبن الفرنسي

حسين العياشي

في ظل تزايد الوعي الصحي وانتشار المعلومات المتعلقة بالأغذية، أصبح المستهلكون أكثر حرصًا على مكونات المنتجات التي يستهلكونها. هذا الوعي المتنامي دفع أحد المستهلكين إلى طرح تساؤل يتجاوز مجرد استفسار عابر عن فرق طفيف بين جبن “كيري” المُنتج في المغرب ونظيره الفرنسي. فقد لاحظ هذا المستهلك، الذي أجرى دراسة متأنية عن مكونات الأجبان، أن جبن “كيري” المغربي يحتوي على مكونات لا تتناسب مع المعايير الصحية المتبعة في دول أخرى، بالرغم من أن الفرق بين المنتجين المغربي والفرنسي في السعر لا يكاد يُذكر.

ومن هنا، بدأ هذا التساؤل يتحول إلى قضية صحية هامة. عندما توصل المستهلك إلى أن جبن “كيري” المغربي يحتوي على مواد قد تكون ضارة، مثل الفوسفاط ثلاثي الكالسيوم والكاريغينان، بدأ يظهر الفارق الجلي بين الأجبان المغربية والأجنبية، ليس فقط في المذاق، بل في السلامة الصحية أيضًا. هذا الاكتشاف دفعه إلى نشر فيديوهات وتوثيقات من أسواق داخل المغرب وخارجه، مشيرًا إلى الفجوة بين المنتجات التي تحمل نفس الاسم ولكن تختلف في تركيباتها الغذائية.

والأدهى من ذلك، أشار إلى وجود مادة “كاراجينان” (carrageenan)، وهي مادة يستخدمها العديد من المصنعين في الأغذية المعالجة، ولكنها تثير القلق بسبب ارتباطها بزيادة احتمالية الإصابة ببعض أنواع السرطان.

المستهلك الذي وثق تجربته عبر مقاطع فيديو أظهرت مقارنة بين الأجبان المغربية والأجنبية، ذكر أن هذه المواد السامة تتواجد بشكل واضح في العديد من الأجبان المتوفرة في الأسواق المغربية. في حين أن الأجبان الفرنسية، كما لاحظ، خالية من هذه المواد تمامًا. وباستثناء الأجبان التقليدية المغربية مثل “الجبن”، التي كانت خالية من هذه الإضافات، فإن الأجبان التجارية المتوفرة محليًا كانت تحتوي على نفس المواد التي وصفها بالمضرة بالصحة.

الدهشة التي أثارها هذا البحث بدأت في الانتشار بين المستهلكين المغاربة، الذين تساءلوا عن الأسباب وراء استخدام هذه المواد في صناعة الجبن، خاصةً أن معظم الأجبان المستوردة، وعلى رأسها الأجبان الفرنسية، لا تحتوي على مثل هذه المكونات. من خلال هذه المقارنة، تم تسليط الضوء على الفجوة في معايير الجودة بين المنتجين المحليين والدوليين.

العديد من الخبراء في مجال التغذية والسلامة الغذائية قد أكدوا أن بعض المواد مثل “كاراجينان” و”الفوسفاط ثلاثي الكالسيوم” تحتاج إلى مزيد من الدراسة لفهم آثارها على المدى الطويل. وفي الوقت نفسه، قد تزداد المخاوف بشأن كيفية تأثير هذه المواد على الصحة العامة، خاصةً في حال استهلاكها بشكل دوري. وعلى الرغم من أن عملية التصنيع تختلف من دولة إلى أخرى، إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: هل يُفترض أن تكون هناك معايير أكثر صرامة في ما يخص السلامة الغذائية، خاصةً في الأسواق المحلية؟

من المهم الإشارة إلى أن بعض الأجبان التقليدية، مثل الجبن المغربي التقليدي، قد تكون أكثر أمانًا نظرًا لأنها تحتوي على مكونات طبيعية لا تتضمن المواد المضافة الضارة. ومن هنا، يظهر التحدي الحقيقي أمام المستهلكين وصناع القرار: كيف يمكن تحقيق التوازن بين تقديم منتجات معبأة وملائمة للذوق العام، وفي الوقت نفسه الحفاظ على معايير صحية وآمنة في صناعة المواد الغذائية؟

إن البحث الذي قام به هذا المستهلك لم يكن مجرد استفسار شخصي بل كان دعوة للانتباه إلى أهمية الشفافية في المكونات وضرورة ضمان الجودة في كافة المنتجات الغذائية، سواء كانت محلية أو مستوردة. ومع تزايد الوعي بالآثار الصحية السلبية لبعض الإضافات الكيميائية، يصبح من الضروري أن يعمل المصنعون على إعادة النظر في استراتيجيات الإنتاج واختيار المكونات الأنسب للحفاظ على صحة المستهلكين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى