مسيرة احتجاجية بأمسكرار تكشف عن سنتين من المعاناة تحت الخيم وغياب الإعمار

فاطمة الزهراء ايت ناصر 

نظمت ساكنة دوار أمسكرار بجماعة تفنكولت إقليم تارودانت، اليوم، مسيرة احتجاجية سلمية شارك فيها الصغار والكبار والنساء والشيوخ والمرضى، رافعين شعار: “أمسكرار بلا إعمار ولا مأوى.. أمسكرار ينادي بالإنصاف والإعمار”. المسيرة انطلقت من الدوار نفسه، غير أن القوات المساعدة أوقفتها بعد مسافة قصيرة، رغم سلميتها وعدم حملها لأي طابع عنفي.

وأكد محمد ألحاج، ل”لإعلام تيفي ” وهو أحد أبناء المنطقة،  أن هذه الخطوة جاءت بعد سنتين من الصبر والانتظار دون أن تشهد المنطقة أي عملية إعمار فعلية، رغم الوعود المتكررة.

وقال إن السكان اضطروا لطرق جميع الأبواب، من الجماعة إلى المقاطعة ثم العمالة، لكن دون مجيب، ما دفعهم إلى التفكير في التصعيد نحو العمالة.

وأوضح أن عملية الإحصاء التي جرت مباشرة بعد الزلزال لم تشمل جميع المتضررين، إذ استفادت بعض الأسر من الشطر الأول من الدعم المالي (20 ألف درهم)، بينما لم يستفد آخرون لا من دعم السكن ولا من الدعم المباشر، رغم أنهم فقدوا بيوتهم.

وأضاف أن الصدمة كانت مضاعفة حين دعا رئيس الجماعة السكان إلى الاستعداد للجرافات لهدم منازلهم المتضررة تمهيدًا لإعادة البناء، قبل أن يفاجئهم بقرار جديد يقضي بأن المنطقة برمتها غير صالحة للسكن ويجب إفراغها كليًا، دون تحديد منطقة بديلة لإعادة استقرارهم.

وكشف محمد ألحاج أن بعض الأسر التي لم تتضرر منازلها بشكل كبير فُرض عليها بدورها مغادرة مساكنها، دون أن تستفيد من أي دعم، وهو ما أجج غضب الساكنة. وأبرز أن الرجال لم يعد بإمكانهم البحث عن العمل خارج الدوار خوفًا من ترك عائلاتهم في الخيم البلاستيكية، حيث انعدمت شروط الأمان والحماية.

وأشار المتحدث إلى أن المسيرة، رغم طابعها السلمي، عرفت مشادات مع القوات العمومية التي تدخلت لوقفها، وهو ما تسبب في تعرض عدد من المشاركين للعنف، ما أدى إلى إغماء بعض النساء والرجال في مشهد زاد من حدة الاحتقان بين السكان والسلطات.

ولفت أحد المتظاهرين ل”إعلام تيفي” إلى أن الساكنة تعيش في ظروف مأساوية، إذ تقضي صيفها الثالث داخل خيم مهترئة، تتسرب إليها مياه الأمطار في الشتاء وتخنقها حرارة الشمس صيفًا، مما تسبب في انتشار أمراض التنفس والجلد بين الأطفال والكبار.

وكشف أن الساكنة طرقوا كل الأبواب، من الباشا إلى العامل مرورًا بالجماعة والمقاطعة، لكن دون مجيب، وهو ما دفعهم اليوم إلى تنظيم مسيرة سلمية نحو العمالة، محذرًا من أنهم سيتجهون إلى الولاية إذا استمر التجاهل.

ولفت إلى أن الوضع الاجتماعي والصحي للسكان بات كارثيًا، إذ أن معظم الرجال لم يعد بإمكانهم الخروج للعمل خوفًا من ترك أسرهم دون حماية في الخيم البلاستيكية، فيما ظهرت أمراض جلدية وضيق في التنفس بين الأطفال والكبار نتيجة الظروف غير الصحية.

وأكد أن الخيم تآكلت بفعل حرارة الصيف وأمطار الشتاء، ومع ذلك تضطر الأسر لقضاء صيفها الثالث تحت البلاستيك.

وشدد على أن تعليمات الملك كانت واضحة بضرورة استفادة جميع المتضررين من زلزال الحوز من الدعم وإعادة الإعمار، لكن المسؤولين المحليين ـ حسب تعبيره ـ لم يطبقوا هذه التوجيهات، ليبقى سكان أمسكرار في مواجهة قسوة الطبيعة ومصير مجهول، دون مأوى ولا إعمار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى