منافسة قانونية بالمغرب..مكاتب محاماة دولية تقتنص صفقات كأس العالم 2030

إعلام تيفي
في خضم الاستعدادات المكثفة التي يشهدها المغرب لاحتضان كأس العالم 2030 إلى جانب إسبانيا والبرتغال، أصبح المجال القانوني بدوره ساحة للتنافس الحاد بين كبريات مكاتب المحاماة الدولية، التي تسعى إلى نيل حصة من صفقات الاستثمار الضخمة التي تشهدها المملكة في قطاعات البنية التحتية والنقل والاتصالات والسياحة والعقار.
وفي هذا السياق، سلط موقع “لو دوت كوم”، المتخصص في الشأن القانوني وأخبار مكاتب المحاماة، الضوء على الحضور المتزايد لمكاتب المحاماة الدولية في المغرب، والتي يبلغ عددها، بحسب المصدر، ما لا يقل عن 15 شركة قانونية أجنبية تنشط في المملكة.
وأشار الموقع إلى أن ثلاثة من أبرز هذه المكاتب – وهي “A&O Shearman” و”Gide Loyrette Nouel” و“Asafo & Co” – تشرف حاليًا على صفقات استثمارية بمليارات الدولارات، ضمن خطة استثمارية ضخمة تقدر بـ16 مليار دولار يقودها المغرب استعدادًا لتنظيم المونديال.
وتضطلع شركة “A&O Shearman” في الدار البيضاء، إلى جانب “Asafo & Co” المتخصصة في السوق الإفريقية، بدور محوري في تقديم الاستشارة القانونية لصفقة بقيمة 2.9 مليار دولار، تهم اقتناء 168 قطارًا من شركات “CAF” الإسبانية و”هيونداي” الكورية الجنوبية و”ألستوم” الفرنسية.
وتعمل “A&O Shearman” أيضًا كمستشار قانوني للمكتب الوطني للسكك الحديدية، إضافة إلى كونها المستشار الرسمي للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم. فيما تقدم “Asafo & Co” المشورة لشركة “CAF” بشأن حصتها من الصفقة، التي تبلغ قيمتها 682 مليون دولار وتشمل توريد 30 قطارًا بين المدن، مع خيار اقتناء 10 قطارات إضافية.
أما المكتب الفرنسي “Gide”، فيتولى تقديم الاستشارة القانونية للمعماريين المتنافسين على تفويض بناء ملعب الدار البيضاء، الذي تفوق تكلفته 500 مليون دولار، علمًا أن نفس المكتب سبق أن قدم المشورة القانونية للفيفا خلال مفاوضات اتفاقية الاستضافة، ويواكب حاليًا جهود الجامعة الملكية لإنشاء مكتب إفريقي للفيفا في الرباط.
وأضاف المصدر أن مشاريع أخرى ما تزال في طور الإعداد، ستفتح الباب أمام فرص قانونية جديدة، من بينها مشروع توسعة شبكة السكك الحديدية بقيمة 10.3 مليار دولار، والذي يتضمن إنشاء خط فائق السرعة إلى مدينة مراكش. كما يُرتقب أن تطرح الحكومة المغربية سندات مقومة باليورو قبل حلول موعد البطولة.
وإلى جانب مشاريع البنية التحتية والنقل، شهدت الساحة توقيع صفقة ضخمة بقيمة تفوق 14 مليار دولار في مجالي الطاقة والمياه، في إطار شراكة استراتيجية بين المغرب والإمارات، ما يزيد من حجم الاستثمارات المنتظرة التي تترقبها الشركات القانونية الدولية.
ورغم جاذبية هذه المشاريع من حيث الحجم والقيمة، إلا أن الموقع أشار إلى أن بعض الشركات تبدي حذرًا إزاء ما بعد البطولة، خاصة فيما يتعلق باستدامة هذه الاستثمارات الضخمة. فقد نقل الموقع عن إحدى الشركات تخوفها من تكرار سيناريوهات سابقة، مثل أولمبياد أثينا أو كأس العالم بالبرازيل سنة 2014، حيث فشلت بعض المشاريع في التحول إلى مصادر دخل دائمة.
ومع وجود استثمارات تُقدر بالمليارات، لم تعد الشركات الدولية تركز فقط على الفوز بالصفقات، بل باتت تُولي أهمية متزايدة للمرحلة التي تلي إسدال الستار على البطولة، باعتبارها الاختبار الحقيقي لمدى نجاح وجدوى هذه المشاريع العملاقة.