منظمة طلابية جديدة بالحركة الشعبية.. خطوة تنظيمية أم بحث عن حلول مفقودة؟

نجوى القاسمي

شهد مسرح المنصور بالرباط تأسيس منظمة طلابية جديدة تابعة لحزب الحركة الشعبية، حملت اسم “منظمة الطلبة الحركيين”. أكثر من ألف طالب وطالبة من مختلف الجامعات حضروا المؤتمر التأسيسي، وسط شعارات تعد بالتغيير والانخراط في الحياة السياسية من داخل أسوار الجامعة. لكن، خلف هذا الحراك التنظيمي، يطرح سؤال : هل يمثل انخراط الطلبة في الأحزاب السياسية  حلا واقعيا لمشاكلهم البنيوية؟

أزمة الطالب المغربي أبعد من التنظيم

يعاني الطلبة في المغرب من إكراهات متجذرة تتجاوز التمثيل السياسي. فالمنحة الجامعية لا تزال تثير جدلا واسعا بسبب محدوديتها وصعوبة الاستفادة منها بالنسبة لشريحة واسعة من الطلبة. كما يعيش جزء كبير من الشباب الجامعي تحت ضغط البطالة بعد التخرج، وضعف جودة التكوين، وغياب آليات الإدماج المهني.

في هذا السياق، يبدو الانخراط في الأحزاب بالنسبة للبعض محاولة للبحث عن صوت داخل مؤسسة غائبة عن اهتمامات الشباب، أو ربما وسيلة للضغط من داخل المنظومة السياسية نفسها

بين الطموح السياسي والواقع المعاش

المؤتمر التأسيسي للمنظمة الطلابية الحركية، ورغم تنظيمه الكبير، جاء في وقت يشهد فيه المشهد الطلابي حالة من التراجع في العمل النقابي والتأطير السياسي داخل الجامعة.

والكثير من الطلبة يعبرون عن فقدان الثقة في المؤسسات الوسيطة، بما فيها الأحزاب، التي لم تستطع تقديم إجابات ملموسة عن الإشكالات اليومية التي تواجههم، خاصة في ما يتعلق بالتعليم، السكن، المنحة، وفرص العمل.

هل يمثل الحزب السياسي منصة فعالة للطلبة؟

التحاق الطلبة بالأحزاب السياسية يمكن أن يكون فرصة لبناء وعي سياسي جماعي، وتدريب على الممارسة الديمقراطية، والمشاركة في صياغة السياسات العمومية. لكن هذا المشهد يظل هشا إذا لم يقترن بتحولات داخل الأحزاب نفسها، لاسيما من حيث تمكين الشباب من مواقع القرار والاستماع الحقيقي لهم.

فبدون إرادة سياسية حقيقية لدمج الملفات الطلابية ضمن السياسات العمومية للحزب، ستظل هذه المبادرات محصورة في البُعد الرمزي أو المناسباتي، ما يكرّس الفجوة بين مؤسسات الوساطة وهموم الطالب  الجامعي.

انخراط الطلبة في الأحزاب ليس كافيا ما لم تصحبه إرادة حزبية لاحتضان مطالبهم الاجتماعية والمعيشية.

فالمشكل في الجامعة المغربية ليس فقط غياب التأطير، بل غياب الجواب السياسي والاجتماعي الواضح عن معاناة الطلبة. من هنا، فإن ولادة منظمات طلابية حزبية ينبغي أن تُقرأ كمبادرة تستحق المتابعة، لا التهليل، ويبقى الحكم على نتائجها مرهونا بقدرتها على إحداث فرق حقيقي في حياة الطلبة داخل الجامعة وخارجها.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى