من يقود المرحلة المقبلة؟.. خلافات الأغلبية تعيد رسم المشهد السياسي

نجوى القاسمي : صحافية متدربة
في حلقة نهاية الأسبوع على قناة “إعلام تيفي“، تناول الصحفي أشرف بلمودن التوترات السياسية المتصاعدة داخل مكونات الأغلبية الحكومية، مشيرًا إلى أن الصراع بين حزب التجمع الوطني للأحرار، حزب الاستقلال، وحزب الأصالة والمعاصرة بات يهدد بتجميد مجموعة من الملفات الحساسة التي تمس حياة المواطنين. وأكد بلمودن أن هذه الخلافات، التي اندلعت قبل موعدها المتوقع في شتنبر 2025، تعرقل التنمية، لولا تدخل بعض المؤسسات، مثل وزارة الداخلية، التي تحاول ضبط التوازن داخل المشهد السياسي.
وأضاف أن التنافس الانتخابي لم يعد يقتصر على المواجهة بين الأغلبية والمعارضة، بل امتد إلى داخل مكونات الحكومة نفسها، حيث يسعى كل طرف لفرض سيطرته على المرحلة المقبلة، استعدادًا لما وصفه بـ “حكومة المونديال“
وفي هذا السياق، طرح بلمودن تساؤلا استنكاريا حول التوجه الذي ستسلكه الأغلبية في قيادة الحكومة، خاصة في ظل المؤشرات التي توحي ببدء التحضير للانتخابات منذ أبريل المقبل. وحذر من أن هذا الوضع قد يؤدي إلى تجميد الملفات الاجتماعية المطروحة على الطاولة، وتأجيل القرارات المهمة إلى ما بعد تشكيل الحكومة الجديدة في 2026، مما يفاقم معاناة المواطنين
إقصاء متعمد في الأنشطة الحكومية
وفي سياق متصل، أشار الصحافي النشيط إلى أن رئيس الحكومة يمارس نفوذه لمنع بعض مكونات الأغلبية من الترويج لإنجازاتها السياسية، حيث رفض حضور قيادي من حزب الأصالة والمعاصرة ندوة صحفية أطلقها وزير الشباب والثقافة والتواصل، وهو الأمر نفسه الذي دفع حزب التجمع الوطني للأحرار إلى مقاطعة الحدث.
المفارقة، بحسب بلمودن، أن وزير الشباب نفسه وجه انتقادات لاذعة لحكومته، مما يعكس حجم التوتر داخل الأغلبية
وفي خضم هذا الصراع، تساءل الصحفي عن دور المعارضة، التي تبدو غائبة عن هذه المشاحنات، رغم أن الوضع السياسي يفرض عليها اتخاذ مواقف واضحة.
معاناة المواطنين بين الزلزال والفيضانات
لم يغفل بلمودن الإشارة إلى الأوضاع الاجتماعية الصعبة التي يعيشها المواطنون، وخاصة ضحايا زلزال الحوز وفيضانات طاطا، الذين يجدون أنفسهم في قلب هذه التجاذبات السياسية، دون حلول ملموسة تخفف من معاناتهم. وانتقد تأخر رئيس الحكومة في زيارة المناطق المتضررة، مشيرًا إلى أن هذه الزيارة لم تأت إلا بعد غياب طويل، وبرفقة المسؤول عن صندوق جود ، الذي اعتبره بلمودن وسيلة لتمويل الدعاية السياسية لصالح حزب رئيس الحكومة.
كما سلط الضوء على استراتيجية رئيس الحكومة في الانتخابات المقبلة، والتي تعتمد على الدفع بالنساء لضمان مناصب قيادية داخل الأحزاب، في خطوة تهدف إلى تعزيز حضور المرأة في المشهد السياسي، لكن في سياق يخدم أجندة حزبية بالدرجة الأولى.
رسالة ختامية للحكومة
اختتم بلمودن الحلقة بتوجيه رسالة مباشرة إلى مكونات الأغلبية، مفادها أن خدمة الوطن يجب أن تكون أولوية على حساب الاستعدادات الانتخابية المبكرة، مشددا على أن استمرار الصراعات السياسية قد يؤدي إلى تعطيل قرارات جوهرية كان من المفترض أن ترى النور قريبا.