مهن موسمية تنقذ طلبة من شبح العجز المالي

نجوى القاسمي

مع حلول فصل الصيف، لا تتحول العطلة الجامعية إلى راحة لدى الجميع، بل ينتهزها كثير من الطلبة الجامعيين كمجال للإبداع والكسب، عبر مهن موسمية توفر لهم مدخولا يساعدهم على مواجهة أعباء الدراسة، أو توفير مصاريف التسجيل والإقامة للعام الجديد. ورغم أن هذه الأعمال لا تخلو من صعوبات، إلا أنها تمثل تجربة حياتية واقتصادية مهمة لشباب يتقنون فن التحدي.

ياسين، طالب في كلية العلوم بوجدة  لاعلام تيفي  يذهب لمدينة السعيدية  بعربة صغيرة لبيع المثلجات في الشواطئ. يقول لا يمكنني أن أنتظر مساعدة من أحد. الصيف فرصة قصيرة، لكن يمكن أن أربح منها ما يعينني على سنة كاملة. التعب مقبول إذا كان في سبيل الدراسة.

المهن الموسمية التي يشتغل فيها هؤلاء الشباب متنوعة، تبدأ من بيع العصائر والمثلجات، ولا تنتهي عند العمل  في المقاهي، أو مساعدي بيع في محلات الألبسة الصيفية، أو حتى منشطي مخيمات صيفية للأطفال. بعضهم يذهب أبعد، فيقدّم دروس دعم صيفية لتلاميذ الثانوي، أو يعمل عن بعد

ورغم بساطة هذه المهن، إلا أن الطلبة يجدون فيها نافذة على الاستقلالية والتجربة الحياتية، وفرصة لاكتساب مهارات التواصل وتحمل المسؤولية، لكنها لا تخلو من التحديات، فالسوق غير منظم، ولا حماية قانونية في أغلب الأحيان، كما أن بعض الطلبة يتعرضون للاستغلال، أو يضطرون للعمل لساعات طويلة مقابل أجور زهيدة.

ورغم تلك التحديات، لا يشعر هؤلاء الطلبة بالندم. بالنسبة إليهم، الصيف ليس وقتا للكسل، بل محطة عمل ضرورية في مسار بناء مستقبلهم، وأحيانا انطلاقة أولى نحو ريادة الأعمال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى