موائد الرحمن في رمضان رمز التكافل الاجتماعي وروح التضامن

فاطمة الزهراء ايت ناصر

مع حلول شهر رمضان المبارك، تتجدد الروح التضامنية في المجتمع المغربي، وتشهد مختلف المناطق مبادرات إنسانية تهدف إلى مساعدة المحتاجين وتقديم الدعم للفئات الضعيفة.

وتمثل موائد الرحمن في رمضان جزءاً أساسياً من الثقافة المغربية، وتجسد قيم التكافل الاجتماعي والضيافة التي تميز المجتمع.

ففي هذا الشهر الفضيل، يحرص المغاربة على تنظيم هذه الموائد لتقديم الطعام للفقراء وعابري السبيل، وهي عادة تمتد لقرون وتستند إلى تقاليد راسخة تعزز روح التعاون والمشاركة.

ففي كل عام، يزداد انتشار هذه المبادرات التي تجمع بين المتطوعين من مختلف الأعمار والفئات، الذين يسعون لتوزيع وجبات الإفطار على الصائمين وتقديم الدعم لعابري السبيل وذوي الحاجة.

ويبدأ العمل في هذه المبادرات عادة في الساعات التي تسبق آذان المغرب، حيث يتجمع المتطوعون لتحضير وجبات إفطار خاصة بهذا الشهر الفضيل. ويتم توزيعها في الأحياء الشعبية، بالقرب من المساجد، أو أمام المستشفيات، لتلبية احتياجات الفقراء والمشردين.

ولا تقتصر هذه المبادرة على تقديم الطعام فقط، بل تسعى إلى ترسيخ قيم التعاون والتآزر بين أفراد المجتمع، حيث يتعاون الجميع من أجل تحقيق هدف واحد وهو مساعدة الآخرين وتحقيق التآلف الاجتماعي.

ويظهر هذا من خلال الجهود التي تبذلها العديد من الجمعيات المحلية التي تركز على تقديم خدمات مختلفة، مثل إعداد موائد الرحمن وتوزيع قفف رمضان، تنظيف المساجد وتنظيم فعاليات ترفيهية للأطفال خاصة في ليلة القدر.

ورغم أن هذه الأنشطة تزداد في شهر رمضان، إلا أن تأثيرها يمتد طوال العام، إذ تساهم في نشر الوعي بأهمية العمل الجمعوي وتضامن المجتمع.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى