مونديال 2030..استثمار أم ديون تدفع ثمنها الأجيال المقبلة؟

بشرى عطوشي
برزت من جديد مخاطر إغراق المغرب في المديونية طويلة الأمد، مع عزم حكومة أخنوش إصدار سندات خزينة لأجل 50 عاما لتمويل مشاريع كأس العالم لسنة 2030.
ففي الوقت الذي تروج فيه أنباء في هذا الشأن، يرى المراقبون والخبراء الاقتصاديون أنه في حال اتخاذ الحكومة لهذا الإجراء، سيصبح هذا الأخير عبئا كبيرا يثقل كاهل الأجيال القادمة.
السندات التي ستطرح كبديل على الاقتراض الخارجي بفوائد مرتفعة، تأتي في وقت تعاني فيه المؤشرات المالية الأساسية هشاشة كبيرة ومخاطر محتملة، وعلى هذا الأساس ستتحمل فيه خزينة الدولة أعباء فائدة قد تتجاوز 150 في المائة، من القيمة الأصلية على مدى 50 سنة.
المثير للجدل هو ان الحكومة تستطلع آراء المؤسسات المالية قبل أن تعلن على ذلك، وهو الامر الذي يثير شكوكا حول مدى شفافية العملية التي سترهن مستقبل البلد لعقود قادمة.
في المقابل، تشير معطيات مقلقة إلى أن جزءاً كبيراً من الصناديق المستهدفة، خاصة صناديق التقاعد، تبدي تحفظات واضحة على هذه الأدوات المالية شديدة الطول.
في هذا الشأن يبقى السؤال الكبير المطروح حاليا هو هل وضعت الحكومة خطة لسداد هذه الديون، خصوصا بعد الاستحقاقات المقبلة التي من الممكن أن تكون بعض مكونات الحكومة الحالية خارج الإئتلاف؟ أم أن كأس العالم في الوقت الذي يعد فرصة استثمارية للبلد، سيخلف بعد 2030 أعباء دين يثقل كاهل الأجيال القادمة، في ظل غياب دراسات جدوى واضحة؟