نزار بركة يتخلى عن قبعة الوزير ويكشف هشاشة التحالف الحكومي أمام احتجاجات الشباب

فاطمة الزهراء ايت ناصر 

أثار ظهور نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، جدلا واسعا، بعد أن حرص على تقديم نفسه بصفته الحزبية فقط، متجنبا الإشارة إلى منصبه الوزاري في حكومة أخنوش

بركة تحدث عن الإنجازات والإكراهات في قطاعات حيوية مثل الصحة، لكنه اكتفى بتعداد المشاريع والميزانيات دون أن يتحمل المسؤولية الحكومية المباشرة. فالفصل بين مهامه الحزبية والحكومية في الخطاب، في وقت يُنتظر من الحكومة تقديم حلول عملية للأزمات الاجتماعية والاقتصادية، يبدو كغطاء لتجنب الاعتراف بالإخفاقات.

الحديث عن التظاهرات الشبابية الأخيرة وتحذيره من ضعف المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، يفضح قلق الأحزاب الحقيقية من فقدان ثقة المواطنين، لكنه لا يقترن بخطة واضحة لاستعادة هذه الثقة. فالتركيز على الإنجازات الجزئية دون مواجهة الفجوات الكبيرة في الخدمات الأساسية وخلق فرص الشغل يعطي الانطباع أن الخطاب أقرب إلى المناورة الإعلامية منه إلى المحاسبة الحقيقية.

ويبدو أن التحالف الحكومي بين حزبي التجمع الوطني للأحرار وحزب الاستقلال يواجه تصدعات حقيقية، بعد احتجاجات “جيل Z” التي فضحت ضعف أداء الحكومة في الملفات الاجتماعية الكبرى.

وقد أقر بركة بصعوبة تنفيذ الحكومة لكل وعودها، خاصة في التشغيل، معتبراً أن تداعيات الجفاف والحرب في أوكرانيا وعدم قدرة القطاع الخاص على مواكبة الاستثمارات العمومية لعبت دورًا كبيرًا. هذا الموقف يعكس هشاشة الانسجام الحكومي، في وقت يسعى فيه رئيس الحكومة عزيز أخنوش لتخفيف الضغط عن حزبه وتحميل شركائه جزءًا من الإخفاق، في ظل استمرار الاحتجاجات وصعوبة تقديم الحكومة صورة موحدة وفعالة أمام الرأي العام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى