نشطاء مواقع التواصل: لا نريد أن نستبدل فوضى الجيلي الأصفر بجشع شركات “الباركينغ”

نجوى القاسمي

في مدينة طنجة التي تستقبل الزوار والسياح، يتجدد النقاش حول ظاهرة حراس الجيلي الأصفر الذين أصبحوا جزءا من المشهد اليومي في شوارع المدينة وساحاتها، لكنهم في الوقت نفسه يمثلون صداعا يؤرق المواطنين

و ترتفع كذلك شكاوى المواطنين الذين يتعرضون للمضايقات والابتزاز من طرف هؤلاء الحراس الذين يفرضون أنفسهم على أماكن الركن دون أي ترخيص قانوني.

أمام هذا الوضع، تستعد السلطات المحلية لشن حملة واسعة لتحرير الشوارع من هذه الممارسات، في خطوة يرى فيها البعض ضرورة لتنظيم الفضاء العام وضمان حقوق مستعملي الطريق.

غير أن هذه الحملة، التي بدأت ملامحها تتشكل أولا على منصات التواصل الاجتماعي عبر تدوينات وتعليقات غاضبة، تثير تساؤلات عميقة لدى شريحة واسعة من المواطنين الذين يخشون أن تكون العملية مجرد نسخة مكررة لما جرى في الدار البيضاء.

الدار البيضاء.. تجربة سابقة تثير المخاوف

النقاش الحالي في طنجة أعاد إلى الأذهان تجربة الدار البيضاء، حيث أطلقت السلطات هناك حملة مماثلة ضد “الكارديان” العشوائيين، انتهت بسيطرة شبه كاملة لشركات خاصة على الفضاءات المخصصة للركن المؤدى عنه.

هذه التجربة، التي رحب بها البعض في البداية، سرعان ما تحولت إلى مصدر استياء شعبي عارم بسبب ارتفاع أسعار الباركينغ بشكل مبالغ فيه، مع غياب مواقف حقيقية منظمة.

الشوارع التي كانت متاحة ولو بتفاهم بسيط مع حارس محلي، تحولت إلى مناطق خاضعة لسلطة عدادات الدفع، حتى في الأحياء السكنية التي كانت تشكل متنفسا للركن المجاني

وفي ظل هذا الواقع، تعالت الأصوات على مواقع التواصل الاجتماعي رافضة لما سمي بـاحتكار الشارع من طرف هذه الشركات التي لا تقدم لا تأمينا حقيقيا للسيارات ولا حماية من الخدوش والسرقات التي ما زالت قائمة رغم ارتفاع كلفة الركن.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى