المستشارون يشككون في نجاعة برنامج دعم الكسابين لسنة 2025

نجوى القاسمي

شهدت قبة البرلمان خلال جلسة شفوية  في مجلس المستشارين  يوم الثلاثاء 10 يونيو  رهان برنامج دعم الكسابين، وذلك في ظل استمرار تداعيات الجفاف وتزايد الضغوط على الأمن الغذائي الوطني.

سعيد البرنشي، عضو فريق الأصالة والمعاصرة، لم يخف قلقه إزاء الطريقة التي يفعل بها البرنامج، معتبرا أن ما ينقصنا ليس الموارد فقط، بل الحكامة الجيدة.

البرنشي أشار إلى أن الجفاف الذي تعيشه مناطق واسعة في المغرب له طابع بنيوي وليس ظرفيا، مستشهدا بجنوب إسبانيا الذي يعاني من نفس الأزمة، ومع ذلك لم ينقرض فيه القطيع كما هو الحال في بعض مناطقنا.

وشدد المتحدث على أن الدعم يجب أن يوجه بدقة إلى من يستحقه فعلا، خاصة الفلاح الصغير في مناطق مثل تندرارة بالأطلس، مؤكدا أن دعم الكسابين الكبار مهم كذلك، لأن منتجاتهم غالبا ما تُوجَّه إلى التصدير أو الأسواق الكبرى. لكن توازن المعادلة يكمن، حسب رأيه، في إعطاء الأولوية للفلاح الصغير الذي يعيش على حافة الأزمة.

في سياق متصل، ندد البرنشي بما أسماه بـالذبيحة السرية، مبرزا أنها أصبحت واقعا مألوفا في كل وليمة على مدار السنة، في إشارة إلى الفوضى التي تعم سوق اللحوم وغياب رقابة حقيقية على المسالك غير القانونية.

وعن حصص الأعلاف، أشار إلى أنها قد تبدو كافية على الورق، لكن الواقع في الجهة الشرقية، التي تزخر بعدد كبير من الكسابين، يكشف أنها غير كافية ولا عادلة في التوزيع.

أما امبارك السباعي، عن الفريق الحركي، فقد طالب الحكومة بتوضيح رسمي للرأي العام حول رصيد المغرب من الماشية، مع وضع تدابير عاجلة لضبط أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء، مؤكدًا أن نجاح البرنامج رهين بوجود رؤية دقيقة وسقف زمني واضح لتنفيذ الإصلاحات قبل نهاية السنة المقبلة.

في المقابل، حاول وزير الفلاحة طمأنة الجميع، مؤكدا أن سنة 2025 ستشهد وفرة في الأعلاف، وأن الدعم سيصل بشكل مباشر إلى الكسابين، بفضل تنسيق مع وزارة الداخلية لجمع بيانات دقيقة حولهم. هذه المعطيات، حسب الوزير، ستسمح بتوجيه الدعم للفئات المستحقة بلا وسطاء ولا عراقيل.

وتقاطع هذه التصريحات مع أرقام أوروبية تظهر أن المغرب استورد خلال أول شهرين من سنة 2025 ما يزيد عن 113,000 رأس من الأغنام الحية من دول الاتحاد الأوروبي، ما يمثل 78% من مجموع صادرات الأغنام الأوروبية خلال هذه الفترة. وأكدت نشرة المفوضية الأوروبية أن قوة الطلب المغربي ساهمت في رفع صادرات الأغنام الأوروبية بـ16% خلال سنة 2024، ما يعكس ضغطًا داخليًا كبيرًا لتغطية حاجيات السوق المحلي.

فهل تنجح الحكومة في رهانها؟
المؤشرات متضاربة. فبين وعود الوفرة، وتخوفات البرلمانيين، يبقى الفلاح الصغير هو الحلقة الأضعف. وإذا لم تتحقق وعود الحكامة وتوجيه الدعم، فإن برنامج دعم الكسابين قد لا ينجح في تجاوز سنة 2025 دون أن يخلف وراءه قطيعًا منهكًا ومواطنًا مستنزفًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى