“نوض تزوج”.. ترند يعيد الجدل حول الزواج والإنجاب في المغرب

فاطمة الزهراء ايت ناصر
في ظل تزايد عزوف الشباب المغربي عن الزواج والإنجاب بسبب الظروف الاقتصادية والاجتماعية، اجتاح مواقع التواصل الاجتماعي ترند جديد يحمل شعار “نوض تزوج”، يشجع الشباب على اتخاذ خطوة الزواج دون تردد.
هذا الترند، الذي يعتمد على مقاطع فيديو لآباء يحملون أطفالهم ويفتخرون بكونهم أرباب أسر رغم انشغالهم بأعمال مختلفة وبسيطة، فتح باب النقاش حول مسؤولية الزواج والأبوة، ومدى استعداد الشباب لتحمل هذه الالتزامات في زمن باتت فيه تكاليف المعيشة تشكل تحديًا كبيرًا.
وتحولت عبارة “نوض تزوج” إلى دعوة مفتوحة تحمل رسائل متعددة، فبينما اعتبرها البعض تحفيزًا لمواجهة الخوف من الالتزامات الزوجية والأسرية، رأى فيها آخرون مجرد موجة عابرة سرعان ما ستتلاشى وسط المواضيع اليومية المتداولة في الفضاء الرقمي.
ويرى الكثيرون أن هذا الترند يعكس واقعًا معقدًا، حيث يواجه الشباب صعوبات حقيقية تمنعهم من الإقدام على الزواج وتأسيس أسرة، بدءًا من ارتفاع تكاليف العرس مرورًا بغلاء المعيشة، وصولاً إلى فقدان الاستقرار الوظيفي، وهي عوامل تدفع الكثيرين إلى تأجيل هذه الخطوة إلى أجل غير مسمى.
على الجانب الآخر، يرى مؤيدو “نوض تزوج” أن الزواج والإنجاب لا يحتاجان إلى إمكانيات مادية ضخمة بقدر ما يحتاجان إلى إرادة حقيقية وشعور بالمسؤولية.
ويشيرون إلى أن المجتمع المغربي، الذي كان يقوم على قيم التكافل والتعاون، بات في حاجة إلى استرجاع هذه المبادئ، خاصة مع انتشار ثقافة المظاهر والمغالاة في التكاليف، مما جعل الزواج يبدو وكأنه مشروع لا يقدر عليه إلا أصحاب الدخل المرتفع.