هل تؤثر سياسات ترامب على الاستثمارات الصينية في المغرب؟

 

نجوى القاسمي : صحافية متدربة

يواجه قطاع البطاريات في المغرب، الذي شهد استثمارات صينية ضخمة في السنوات الأخيرة، حالة من عدم اليقين في ظل التحولات السياسية الدولية، لا سيما مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. ووفقا لما أوردته صحيفة لوموند، فإن السياسات الأمريكية الجديدة قد تفرض قيودا على دخول البطاريات الصينية إلى الأسواق الأمريكية، حتى تلك المصنّعة في دول أخرى، مما قد يؤثر على مشاريع استراتيجية في المغرب

وفي هذا السياق، يُنظر إلى استثمارات شركات صينية، مثل غوشن، في المغرب على أنها فرصة لتوسيع الصناعة الوطنية وتعزيز موقع المملكة كمنصة صناعية إقليمية. ومع ذلك، فإن واشنطن تعتبر استخدام المغرب كقاعدة تصدير محتملة إلى الولايات المتحدة بمثابة تهديد للأمن القومي الأمريكي، ما قد يدفعها إلى فرض إجراءات أكثر صرامة تجاه المنتجات القادمة من مصانع صينية في المغرب.

تقارب مغربي-صيني متزايد رغم الضغوط

شهد المغرب تدفقات استثمارية كبيرة من الصين خلال السنوات الأخيرة، حيث تجاوزت الاستثمارات الصينية في البلاد 14 مليار يورو في سنة 2022، وهو ما يعادل تقريبا مجموع الاستثمارات الصينية خلال السنوات الخمس السابقة. ويعكس هذا الحجم الكبير من الاستثمارات التقارب المتزايد بين الرباط وبكين، وهو ما تعزز بزيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى الدار البيضاء في نونبر 2024، والتي اعتُبرت رغم قصر مدتها، محطةً محورية في مسار العلاقات الاقتصادية بين البلدين

وفي هذا الإطار، يعد مشروع مصنع البطاريات المرتقب في القنيطرة، الذي تعتزم شركة غوشن الصينية افتتاحه بحلول سنة 2026، أحد أبرز المشاريع الصناعية التي يعوّل عليها المغرب لتعزيز قطاع التكنولوجيا النظيفة وتطوير صناعة السيارات الكهربائية، مما يعزز مكانة المملكة في سلاسل التوريد العالمية.

مخاوف أمريكية وتأثيرها على الاستثمارات

من جهة أخرى، تتابع الإدارة الأمريكية الجديدة، بقيادة وزير الخارجية ماركو روبيو المعروف بمواقفه المتشددة تجاه الاستثمارات الصينية، هذا التقارب المغربي-الصيني بقلق بالغ. فقد ناقش روبيو، خلال مكالمة هاتفية مع نظيره المغربي ناصر بوريطة يوم 27 يناير 2025، عدة قضايا من بينها مستقبل العلاقات التجارية بين البلدين، مما يعكس اهتمام واشنطن بتحجيم النفوذ الاقتصادي الصيني في المنطقة

وفي ظل هذه التطورات، أشارت لوموند إلى أن المغرب، وإن لم يكن مستهدفا بشكل مباشر حتى الآن، إلا أن إعادة النظر في الاتفاقيات التجارية الأمريكية قد يخلق حالة من الترقب في الأوساط الاقتصادية

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى