هل تحولت المعارضة إلى مجرد صدى صوت خلال اللقاءات التواصلية؟

نجوى القاسمي

في مشهد سياسي بات يتكرر بمختلف ألوان المعارضة.

خرج حزب الحركة الشعبية، خلال انعقاد الدورة الخامسة لمجلسه الوطني أمس السبت 5 يوليوز الجاري بمدينة أسفي، ليهاجم حكومة أخنوش بشراسة، متهما إياها بالفشل الذريع في الوفاء بوعودها، ومشككا في قدرتها على تنزيل توجيهات جلالة الملك التي تصب في تحقيق العدالة الاجتماعية وضمان العيش الكريم للمغاربة.

الأمين العام للحركة الشعبية محمد أوزين، لم يتردد في إطلاق وابل من الانتقادات، قائلا “إن الحكومة لم تنجز حتى 20 في المائة من وعودها الوردية”، ومعتبرا أن ما يجري اليوم هو غياب كامل للرؤية وغياب لالتقائية السياسات العمومية.

خطاب في القاعات.. وصمت في البرلمان

لكن، كما هو الحال مع مكونات أخرى في المعارضة، يظل خطاب الحركة الشعبية في اللقاءات الحزبية صاخبا، بينما على أرض الواقع، تغيب التحركات المؤثرة حين تحين لحظة المواجهة الفعلية داخل المؤسسات.

فرغم الحدة التي تضمنتها كلمات محمد أوزين، كان من اللافت أن الحزب، إلى جانب مكونات معارضة أخرى، فشل في التكتل الجاد لدعم ملتمس الرقابة الذي تقدمت به المعارضة مؤخرا، والذي كان بإمكانه على الأقل إحراج الحكومة أمام الرأي العام، إن لم يكن إسقاطها.

الخطاب المتكرر الذي يعتمد على اتهام الحكومة ببيع الأوهام وانتهاك أولويات المواطنين، يبدو أنه تحوّل إلى مجرد لغة سياسية للاستهلاك الداخلي في لقاءات مغلقة وصفوف من المناضلين الذين يبحثون عن شعارات اكثر من بحثهم عن حلول ملموسة.

في المقابل، تواصل الحكومة تمرير مشاريع كبرى تمس القدرة الشرائية وتنظيم الملفات الاجتماعية الحساسة مثل ملف التقاعد والتغطية الصحية دون مقاومة سياسية حقيقية من معارضة كان يُفترض أن تكون جدار صد أمام هذه القوانين.

الازدواجية التي تعيشها المعارضة اليوم، بين تصعيد الخطاب داخل اللقاءات الحزبية، وبين الغياب شبه الكلي في اللحظات الحاسمة داخل البرلمان، تُفقد هذه الأحزاب مصداقيتها تدريجيا مام المواطن الذي أصبح يُدرك أن من هذه الخطابات التواصلية لا تتجاوز سقف القاعات ولا تغير شيئا في مخرجات الحكومة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى