وهبي… آخر نكتة في وزارة العدل!

وهبي… آخر نكتة في وزارة العدل!

إعلام تيفي _ الرباط

لو كان عبد اللطيف وهبي شخصية في مسلسل هزلي، لضحكنا ثم صفقنا ثم نسينا. لكن الرجل، ويا للأسف، وزير العدل في مملكة تسعى لبناء دولة القانون والمؤسسات. وبينما ننتظر منه إصلاح القضاء، يُفاجئنا في مؤتمر دولي بتصريح أغرب من الخيال: “قضيت 33 سنة محامياً، ثم جعلوني وزيراً… إما لأني فاشل، أو لأنهم أرادوا التخلّص مني!”

هنيئا لنا إذن: وزيرنا يعترف بأنه خيار سيئ تم اختياره عمدا.

هل نحن فعلا أمام منظومة تحترم مؤسساتها، أم داخل ساحة تصفية حسابات شخصية تُخاط بإبرة التعيينات وتُغلف بشعارات المصلحة الوطنية؟

وهبي لا يُمارس السياسة، بل يُتقن فن تحويل المنصب إلى نكتة. رجل يتحدث عن الديمقراطية بينما يضرب عرض الحائط بأبسط مبادئها. عن العدالة وكأنها مسرحية من تأليفه، بينما هو أول من جرّدها من وقارها، وحوّل الوزارة إلى منصة للتهريج بدل أن تكون مؤسسة تحمي هيبة القانون.

ثم يختم مسلسله الهزيل بالقول إنه واجه مدفعية التيارات، واتُّهِم بالخروج من الدين، وبمحاربة التقاليد. هكذا، دفعة واحدة، يُمنح نفسه بطولة وهمية، وصك اضطهاد تاريخي، وكأننا أمام نيلسون مانديلا بسروال تقليدي.

لكن الحقيقة أن لا أحد اضطهد وهبي… عدا وهبي نفسه.

هو من قرر أن يسير في طريق التهريج، وهو من اختار أن يكون ظلا ساخرا في حكومة تبحث عن الجدية.

السياسة ليست منبرا للتنظير الفارغ.

والوزارة ليست “خيمة سيرك” يتدرب فيها البعض على فن الإحراج الذاتي.

وهبي ليس تمساحا ولا عفريتا… لكنه بجدارة: نكتة ثقيلة في زمن لا يحتمل الضحك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى