وزارة التربية تُدرّب الأساتذة على “الهيب هوب” و”البريكينغ”.. خطوة تربوية أم ترف ثقافي؟

فاطمة الزهراء ايت ناصر

في خطوة جديدة أثارت تفاعلًا واسعًا، أعلنت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة عن تنظيم دورة تكوينية خاصة بأساتذة التربية البدنية في رياضتي “الهيب هوب” و”البريكينغ”، وذلك في إطار دعم قدرات الأطر التربوية وتنويع الأنشطة الرياضية داخل المؤسسات التعليمية.

وحسب مراسلة رسمية تحت رقم 25/356، وجهتها مديرية الارتقاء بالرياضة المدرسية إلى مديري الأكاديميات الجهوية، فإن التكوين سيتم بتأطير من الخبير الدولي Thomas Ramires، ويهدف إلى إعداد مكونين جهويين في كل أكاديمية، على أن يُحدد تاريخ ومكان التكوين لاحقًا.

وطُلب من الأكاديميات اقتراح إطارين اثنين من المفتشين أو الأساتذة النشيطين في الرياضة المدرسية والمهتمين بالهيب هوب، بشرط أن يكونا قادرين على نقل المعارف والتقنيات لبقية الأساتذة على المستويين الجهوي والإقليمي.

عبّر العديد من المواطنين عن تحفظهم على إدخال هذا النوع من الأنشطة إلى المدرسة العمومية، في ظل ما وصفوه بأولويات أكثر إلحاحًا كالاكتظاظ، ونقص الموارد، وضعف المكتسبات في المواد الأساسية.

وعلق أحمد على تدوينة بهذا الخصوص قائلا: “هل أنهينا مشاكل القراءة والرياضيات لنفكر الآن في الهيب هوب؟”، يتساءل يوسف، أستاذ تعليم ابتدائي من فاس، مضيفًا أن مثل هذه المبادرات “تبدو بعيدة عن الواقع اليومي للمدارس”.

عدد من المواطنين والمهتمين بالشأن التربوي رأوا في هذه الخطوة إشارة إيجابية إلى رغبة الوزارة في مواكبة اهتمامات الأجيال الصاعدة، معتبرين أن الهيب هوب لم يعد مجرد تعبير شبابي عابر، بل أصبح رياضة أولمبية وثقافة عالمية يمكن أن تسهم في الإدماج الاجتماعي وتطوير المهارات الحركية والإبداعية لدى التلاميذ.

“من الجيد أن يرى أبناؤنا أنفسهم داخل المدرسة، وأن تمثل الأنشطة المدرسية اهتماماتهم. الهيب هوب يمكن أن يكون أداة للانضباط والتعبير وليس فقط رقصًا”، تقول سعاد، أم لتلميذ يدرس بالإعدادي في الرباط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى