آمنة بوعياش تنوه بنموذج العدالة الانتقالية المغربي

حسين العياشي: صحافي متدرب

نوهت  آمنة بوعياش، رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، بما أنجزه المغرب لحماية منظومة حقوق الإنسان، في كلمة ألقتها خلال اللقاء المنعقد يوم أمس الأربعاء 25 سبتمبر 2024، في قصر الأمم بجنيف، حول “العدالة والإصلاح والذاكرة”.

وقد استهلت كلمتها، بالتأكيد على أن العدالة الانتقالية في المغرب ليست مجرد تجربة محلية، بل نموذج رائد على الصعيد الإقليمي والدولي، وذلك بعد أن قرر المغرب قبل 20 عامًا، النظر في الماضي والتحقيق في الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، مع التزامه بجبر الأضرار، تعويض الضحايا، وحفظ الذاكرة.

كما أشارت إلى أن تجربة العدالة الانتقالية في المغرب لم تهدف فقط إلى معالجة الماضي، بل وضعت أسسًا لإصلاحات مستقبلية تضمن حقوق الإنسان وتعزز العدالة والكرامة.

وفي السياق نفسه، أضافت رئيسة المجلس أن العدالة الانتقالية ليست نموذجًا واحدًا يناسب جميع السياقات، بل هي مسارات متعددة تعتمد على خصوصيات المجتمع وتراكماته.

وفي حديثها عن التجربة المغربية، نوهت بما تم تحقيقه في إطار المصالحة ودعم الإصلاحات السياسية والاجتماعية، ما عزز الاستقرار والسلام في البلاد.

ومن أبرز الدروس المستفادة، حسب قولها، كانت الوقاية من الانتهاكات الجسيمة وضمان عدم تكرارها، فمنذ بداية مسار العدالة الانتقالية، لم تسجل أي انتهاكات منهجية جسيمة، كالتعذيب أو الاختفاء القسري، وهو ما يُعد نتيجة مباشرة للإصلاحات التي طالت مؤسسات الدولة.

أما بخصوص حفظ الذاكرة الجماعية، فقد شددت رئيسة المجلس الوطني على أهمية حفظها، مشيرة إلى الجهود الكبيرة التي بذلها المغرب في هذا المجال، حيث تم تهيئة العديد من فضاءات الذاكرة، إلى جانب إصدار العديد من الكتب والروايات التي تروي شهادات الضحايا وتحفظ الماضي.

وعلى مستوى الوثيقة الدستورية، تحدثت بوعياش عن الدور المحوري الذي لعبته توصيات العدالة الانتقالية في الإصلاحات الدستورية لعام 2011، فقد أضحت حقوق الإنسان جزءًا لا يتجزأ من الحكامة المغربية، مع التركيز على الربط بين المسؤولية والمساءلة في مختلف المجالات.

وفي ختام كلامها، أكدت بوعياش على أن الإصلاح في المغرب هو عملية مستمرة تتفاعل مع الديناميات الاجتماعية والحقوقية. ورغم أن العدالة الانتقالية بدأت كمسار لمعالجة الماضي، إلا أنها مهدت الطريق لمزيد من الإصلاحات، مما يعزز اليقين بأن الإصلاح عملية متجددة وليست خطًا مستقيمًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى