
فاطمة الزهراء ايت ناصر
أعرب عدد من سكان دوار آيت حلوان، التابع لجماعة إغيل بإقليم أزيلال، عن استيائهم العميق من استمرار معاناتهم منذ سنوات طويلة، في ظل غياب البنيات التحتية الأساسية، وعلى رأسها الماء الصالح للشرب والطرق المؤهلة.
وأكد السكان ل”إعلام تيفي” أن المنطقة، رغم استفادتها من الكهرباء، لا تزال محرومة من الماء الصالح للشرب، حيث يضطرون يوميًا لقطع مسافات طويلة تتراوح بين ساعتين وثلاث ساعات مشيًا على الأقدام عبر البهائم، للوصول إلى منبع ماء يوجد أعلى الجبل.
وتزداد المعاناة في فصل الصيف، حيث تتجاوز درجات الحرارة 45 درجة مئوية، ما يعرض العديد منهم، خصوصًا النساء الحوامل، لضربات الشمس والإرهاق الشديد.
وتصف إحدى السيدات الوضع قائلة: “تخيلوا امرأة حامل تضطر يوميًا لقطع هذه المسافة في الجبال من أجل جلب الماء، وأحيانًا تُصاب بالدوار أو الغثيان من شدة التعب والحرارة. وحتى إن وصلت إلى المنبع، فإن حمل القنينات الكبيرة فوق ظهر البهيمة مهمة صعبة على الرجال، فكيف بالنساء؟”.
وأوضح المتضررون أن معاناة نقص المياه لا تقتصر على السكان فقط، بل تمتد إلى ماشيتهم التي تعد مصدر رزقهم الأساسي، حيث تموت أعداد منها بسبب العطش.
وأكد المتحدثون أن هذا الوضع دفع العديد من الأسر إلى بيع ماشيتهم والنزوح عن المنطقة، حيث فقدت الساكنة حوالي 30 أسرة من مربي الأغنام بسبب ندرة المياه وصعوبة العيش.
وختم أحد السكان حديثه بغضب: “لا أحد يسأل عنا إلا في فترة الانتخابات، حيث يكثر المترشحون والوعود، لكن بعد ذلك نعود إلى الصمت والنسيان. نحن نعيش في عزلة تامة، وحياتنا وحياة بهائمنا مهددة”.
وكشفوا أن ما يتم جلبه من منبع الماء البعيد يكاد يكفي بالكاد للشرب والطهي، في حين يصعب عليهم العودة أكثر من مرة في اليوم لملء كميات كبيرة بسبب طول المسافة وصعوبة الطريق.












