آيت حلوان بأزيلال.. عطش وعزلة في انتظار وعود الانتخابات

فاطمة الزهراء ايت ناصر 

أعرب عدد من سكان دوار آيت حلوان، التابع لجماعة إغيل بإقليم أزيلال، عن استيائهم العميق من استمرار معاناتهم منذ سنوات طويلة، في ظل غياب البنيات التحتية الأساسية، وعلى رأسها الماء الصالح للشرب والطرق المؤهلة.

وأكد السكان ل”إعلام تيفي” أن المنطقة، رغم استفادتها من الكهرباء، لا تزال محرومة من الماء الصالح للشرب، حيث يضطرون يوميًا لقطع مسافات طويلة تتراوح بين ساعتين وثلاث ساعات مشيًا على الأقدام عبر البهائم، للوصول إلى منبع ماء يوجد أعلى الجبل.

وتزداد المعاناة في فصل الصيف، حيث تتجاوز درجات الحرارة 45 درجة مئوية، ما يعرض العديد منهم، خصوصًا النساء الحوامل، لضربات الشمس والإرهاق الشديد.

وتصف إحدى السيدات الوضع قائلة: “تخيلوا امرأة حامل تضطر يوميًا لقطع هذه المسافة في الجبال من أجل جلب الماء، وأحيانًا تُصاب بالدوار أو الغثيان من شدة التعب والحرارة. وحتى إن وصلت إلى المنبع، فإن حمل القنينات الكبيرة فوق ظهر البهيمة مهمة صعبة على الرجال، فكيف بالنساء؟”.

وأوضح المتضررون أن معاناة نقص المياه لا تقتصر على السكان فقط، بل تمتد إلى ماشيتهم التي تعد مصدر رزقهم الأساسي، حيث تموت أعداد منها بسبب العطش.

وكشفوا أن ما يتم جلبه من منبع الماء البعيد يكاد يكفي بالكاد للشرب والطهي، في حين يصعب عليهم العودة أكثر من مرة في اليوم لملء كميات كبيرة بسبب طول المسافة وصعوبة الطريق.

هذا الوضع، حسب السكان، جعل العديد من مربي الماشية يبيعون قطعانهم أو يهاجرون من المنطقة، بعدما أصبحت تربية المواشي شبه مستحيلة في ظل هذه الظروف القاسية.

وأشار السكان إلى أن المياه المتوفرة ليست سوى من منبع بعيدة عن التجمعات السكنية بحوالي كيلومترين أو أكثر، فيما تفتقر المنطقة إلى الطرق المعبدة، ما يجعل الوصول إلى المركز الصحي أو المدارس معاناة إضافية، إذ يتطلب الأمر ساعتين سيرًا على الأقدام أو أربعين دقيقة بالسيارة، والطريق المهيأة لا تصل إلى منازل السكان.

المدرسة الابتدائية في دوار آيت حلوان إغيل بين الويدان بعيدة عن معظم السكان، وتعاني إهمالًا شديدًا، حيث جدرانها مشققة بالكامل ولا تتوفر على التجهيزات الأساسية، ما يجعلها بيئة غير مناسبة للتعليم.

ويضطر بعض التلاميذ القادمين من مناطق بعيدة مثل واويزغت أو تيموليلت لقطع مسافات طويلة يوميًا للوصول إليها، وفي فصل الشتاء، ومع برودة الطقس والأمطار، كثيرًا ما يتعذر عليهم الالتحاق بالفصول، مما يعرقل تحصيلهم الدراسي ويؤثر على مستقبلهم التعليمي.

 

وأكد عدد من السكان أن الطريق المؤدية إلى مساكنهم ما زالت على حالها منذ سنوات طويلة، غير معبدة ووعرة، وتبعد عن التجمعات السكنية بمسافة تتطلب ما بين 30 إلى 40 دقيقة للوصول إلى أقرب نقطة تصلها السيارات.

وأوضح المتضررون أن هذا الوضع يجعل التنقل اليومي شبه مستحيل في بعض الفترات، خاصة في فصل الشتاء حيث تتحول المسالك إلى أوحال، وفي الصيف حيث الحرارة المفرطة، مما يزيد من معاناة التلاميذ في الوصول إلى المدرسة والمرضى إلى المراكز الصحية، فضلًا عن صعوبة نقل المؤن والأعلاف للماشية.

وأشار المتضررون أن هذه الطريق لا تعيق فقط تنقل الأشخاص، بل تعرض السيارات أيضًا لخطر الأعطال والحوادث بسبب كثرة الحفر والمنحدرات والصخور المنتشرة على طول المسلك.

وشدد السكان على أن إصلاح هذه الطريق ضرورة ملحة لفك العزلة عن منطقتهم.

وأكد المتحدثون أن هذا الوضع دفع العديد من الأسر إلى بيع ماشيتهم والنزوح عن المنطقة، حيث فقدت الساكنة حوالي 30 أسرة من مربي الأغنام بسبب ندرة المياه وصعوبة العيش.

وختم أحد السكان حديثه بغضب: “لا أحد يسأل عنا إلا في فترة الانتخابات، حيث يكثر المترشحون والوعود، لكن بعد ذلك نعود إلى الصمت والنسيان. نحن نعيش في عزلة تامة، وحياتنا وحياة بهائمنا مهددة”.

ويعاني الساكنة من غياب شبه تام للتغطية الهاتفية والإنترنت، ما يزيد من عزلتهم ويجعل التواصل مع العالم الخارجي شبه مستحيل.  يحرمهم من إمكانية الاتصال بالطوارئ أو الجهات المسؤولة، ويصعب عليهم متابعة الدراسة عن بعد أو إنجاز المعاملات الإدارية، كما يعطل وصول الأخبار والمعلومات المهمة، ويجعلهم يعتمدون بشكل كامل على التنقل الشخصي لمسافات طويلة للوصول إلى أماكن تتوفر فيها الشبكة.

السكان يناشدون الجهات المسؤولة التدخل العاجل لإيجاد حل جذري لمشكل الماء والطريق، قبل أن تتحول آيت حلوان إلى منطقة مهجورة بالكامل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى