أتركين ل”إعلام تيفي”: “الملك قاد إصلاح مدونة الأسرة برؤية متوازنة تصون استقرار المجتمع”

فاطمة الزهراء ايت ناصر
أكدت النائبة البرلمانية حنان أتركين، عن فريق الأصالة والمعاصرة، أن جلالة الملك محمد السادس نجح في قيادة ورش إصلاح مدونة الأسرة المغربية برؤية استراتيجية تجاوزت مظاهر الانقسام المجتمعي حول قضايا الأسرة، وذلك من خلال تأسيس مقاربة متوازنة تستند إلى المرجعية الدينية وتنفتح على الاجتهادات التشريعية الحديثة ومتطلبات الدولة الحقوقية.
وكشفت أتركين، ل”إعلام تيفي”، أن اختيار الملك لتوقيت فتح ورش مراجعة مدونة الأسرة بعد مرور نحو عشرين سنة على صدورها سنة 2004، يعكس إرادة ملكية قوية لتطوير النصوص القانونية بما يتماشى مع التحولات الاجتماعية والحقوقية التي يعرفها المغرب.
وأكدت أتركين أن مؤسسة إمارة المؤمنين كانت الضامن لتحقيق الانسجام بين المرجعية الشرعية والتحديات الواقعية، عبر التنسيق مع المجلس العلمي الأعلى ومختلف الهيئات المختصة، مبرزة أن هذا التفاعل بين الفقه والاجتهاد القانوني سمح بتحقيق معادلة دقيقة في الإصلاح.
وأشارت إلى أن الإصلاح تأسس على ثلاثة ركائز رئيسية؛ أولها القراءة الجديدة للمدرسة الفقهية المغربية التي تمزج بين النص والاجتهاد مع مراعاة متغيرات العصر، وثانيها إشراك جميع الأطراف المعنية من علماء وقضاة وهيئات حقوقية ومجتمع مدني، وثالثها توفير الحماية القانونية الكاملة للأسرة المغربية.
وأوضحت أن الملك أحال الملف إلى لجنة موسعة ضمت أعضاء من المجلس العلمي الأعلى ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، إضافة إلى خبراء وفاعلين حقوقيين، بهدف صياغة اقتراحات دقيقة لتعديل نصوص المدونة بما ينسجم مع الخصوصية المغربية والالتزامات الدولية للمملكة.
وأكدت على أن هذا الورش الملكي يعكس قدرة المغرب على قيادة إصلاحات تشريعية عميقة تراعي خصوصية المجتمع المغربي وتكرس في الآن ذاته انخراط المملكة في الالتزامات الحقوقية الدولية، وهو ما يعزز مكانة المغرب كنموذج إقليمي في الإصلاح التشريعي المتدرج والمسؤول.