أحد متضرري زلزال مراكش: “أُجبرت على إصلاح منزل الجيران وسط الإهمال وخطر العقارب”

فاطمة الزهراء ايت ناصر

كشف عبد الفتاح، أحد المتضررين من زلزال الحوز في حي باب تاغزوت بمدينة مراكش، عن تفاصيل معاناته المستمرة مند سنتين، في ظل ما وصفه بقرارات متناقضة من اللجان المختصة وغياب حلول عملية تضع حدًّا لمعاناة المتضررين.

وأكد عبد الفتاح ل”إعلام تيفي” أنه اضطر، إلى جانب جيرانه، إلى إخلاء المنزل بشكل كامل بعد أن صدر في البداية قرار بهدمه، وظل يعيش طوال تلك المدة في منزل مكتَرَى بدعم شهري قدره 2500 درهم، لكن هذا الدعم انقطع بعد خمسة أشهر فقط، مما ترتب عنه تراكم ديون لصاحب المنزل بلغت 5000 درهم.

وأوضح المتحدث أن المفاجأة كانت حين عاد جيرانه إلى منازلهم بعد أن أخبرتهم لجنة مختصة أن الطابق السفلي لا يحتاج إلى الهدم، دون أن يتم التواصل معه أو إخباره بزيارة اللجنة، في وقت كان منزله العلوي ما يزال مهددًا وغير صالح للسكن.

وأشار عبد الفتاح إلى أن الجيران قاموا بإصلاحات سطحية في منزلهم اقتصرت على الزليج والجبس، دون معالجة الأساس أو البنية الهيكلية، بينما فرضت عليه اللجنة إصلاح أساس المنزل بأكمله بدعم لا يتجاوز 8 ملايين سنتيم، لكنه لم يحصل سوى على دفعة أولى قدرها مليوني سنتيم، وهو مبلغ غير كافٍ لإتمام الأشغال.

وأضاف أن السلطات ألزمته أولًا بإصلاح الطابق السفلي (منزل الجيران) ثم الانتقال إلى إصلاح منزله العلوي، وهو أمر غير ممكن بالنسبة له في ظل أوضاعه المادية الصعبة، خصوصًا أن سقف منزل الجيران غير مؤهل وبه تشققات تتسرب منها المياه في الشتاء، مما يعرضه للسقوط.

وكشف عبد الفتاح أنه تقدم بعدة شكايات إلى مختلف الجهات المعنية، من باشا المنطقة إلى عامل الإقليم، مرورًا بالجماعة والمقاطعة، لكن لا أحد استجاب لمطالبه أو تحرك لمعالجة الوضع، ما جعله يشعر بأن صوته لا يصل وأن معاناته يتم تجاهلها بشكل تام.

وشدد عبد الفتاح على أن حالته المعيشية متدهورة، حيث يعاني من الروماتيزم ووالده مصاب بالزهايمر، بينما لا يكفي الأجر الذي يتقاضاه لتغطية تكاليف العلاج.

واضاف: “خلال فترة الكراء كنا نبيع ملابسنا لنؤمّن لقمة العيش، أما الآن فنعيش في خيمة بلاستيكية فوق ما تبقى من منزلنا، وسط ظروف تفتقر إلى أبسط شروط السلامة والكرامة”.

ولفت عبد الفتاح إلى أن معاناته تتضاعف بسبب موقع المنزل القريب من مقبرة لها باب واحد، يتسلل منه بعض المتشردين، فيما تتكدس بالمكان الأزبال وتنتشر الحشرات السامة مثل العقارب، الأمر الذي يحرمه من النوم ليلًا خوفًا من أن يتعرض أحد أفراد أسرته للأذى من هذه الحشرات الخطيرة.

وحذر من أن الوضع سيتفاقم مع قدوم فصل الشتاء، مؤكدًا أن الأطفال يتعرضون لحرارة الشمس طوال النهار في الصيف، وسيتضاعف خطر معاناتهم مع برودة وأمطار الشتاء، في غياب أي أفق لحل يضع حدًّا لهذه المأساة الإنسانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى