أخنوش تحت نيران بنكيران: منطق التجارة لا يصنع سياسة

حسين العياشي

في مهرجان خطابي حاشد بمدينة القنيطرة، حمّل بنكيران الحكومة الحالية مسؤولية ما وصفه بـ”الأوضاع الاجتماعية المزرية”، متهمًا إياهم بمحاولة إبعاد المواطنين عن السياسة. حيث دعا الناخبين إلى عدم الهروب، لأن الحل يكمن في الانخراط بقوة، عبر التسجيل في اللوائح الانتخابية واستعمال الحق الديمقراطي في اختيار من يسير الشأن العام. واعتبر أن الديمقراطية تمنح لكل مواطن “رصاصة واحدة كل خمس سنوات”، في إشارة إلى الانتخابات، داعيًا إلى توجيهها بدقة حتى لا يدفع المغاربة ثمن الاختيار الخاطئ طيلة الولاية التشريعية.

وانتقل بنكيران إلى مهاجمة رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، معتبرًا أن فشله في تدبير الشأن العام يعود إلى “عقليته التجارية”، حيث يدير الحكومة بمنطق المقاولة. وانتقد ما وصفه بـ”بيع الأوهام للمغاربة”، مستشهدًا بتصريحات رئيس الحكومة حول فرح سكان الحوز، التي اعتبرها “استخفافًا بمعاناة المواطنين”.

كما نفى بنكيران أن يكون أخنوش بعيدًا عن تضارب المصالح، خصوصًا في ملف تحلية المياه، متسائلًا عن سبب رفضه إصدار قرار رسمي ينفي استفادة الشركات الفائزة بالصفقة، ومن بينها شركته، من الدعم العمومي، رغم وجود وثيقة تؤكد ذلك.

ولم يفوت بنكيران الفرصة لانتقاد سياسة الدعم، التي اعتمدتها الحكومة في ملف الأغنام، معتبرًا أن تخصيص الدعم للمستوردين سمح لهم بالمتاجرة في الأزمة بدل أن يلمس المواطن أثره المباشر في الأسعار. وقال إن المفارقة تكمن في كون الحكومة تضع شروطًا معقدة للاستفادة من دعم موجه مباشرة للأسر أو للشباب عبر برامج مثل “فرصة”، بينما تفتح الباب بسهولة أمام رجال الأعمال وجماعات المصالح للاستفادة من أموال الدعم العمومي.

واعتبر بنكيران أن محاولات أخنوش فرض نفسه على المغاربة لولاية حكومية جديدة باتت شبه مستحيلة بعد انكشاف حقيقة حصيلته، وضرب مثالًا بالمظاهرات التي خرجت في المدينة التي يترشح منها ويرأس مجلسها البلدي، والتي جاءت لتفضح واقع قطاع الصحة الذي لطالما تغنى به. وأشار إلى أن هذا الواقع هو ما دفع جلالة الملك إلى تكليف ولي العهد الأمير مولاي الحسن بالإشراف المباشر على هذا القطاع الاستراتيجي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى