أزمة الموارد البشرية.. نصف مليون مواطن بلا خدمات صحية رغم توفير التجهيزات العصرية

حسين العياشي
يعيش المستشفى الإقليمي المختار السوسي بمدينة بيوكرى، حاضرة إقليم اشتوكة آيت باها، على وقع أزمة صحية خانقة تكشف جوهر هشاشة المنظومة الصحية، فرغم توفره على تجهيزات حديثة ومعدات طبية مهمة تم اقتناؤها بفضل برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
ففي وقت يتوفر المستشفى على جهاز سكانير ومعدات متطورة للفحص بالأشعة، ظل هذا القسم الحيوي معطلا منذ أكثر من سنتين، بسبب غياب طبيب متخصص في الأشعة، الأمر الذي يحرم عشرات المرضى يوميا من حقهم في الاستفادة من هذه الخدمات، ويجبرهم على التنقل إلى أكادير لإجراء فحوصات متوفرة أصلا في بيوكرى.
المعطيات المتوفرة، تشير إلى أن المستشفى يعاني خصاصا يناهز 12 طبيبا في تخصصات مختلفة، ما يضاعف من معاناة الساكنة، خاصة وأن الإقليم يضم أكثر من نصف مليون نسمة، أغلبهم يشتغلون في القطاع الفلاحي ويعجزون عن تحمل تكاليف التنقل والعلاج في مدن أخرى.
ويرى فاعلون محليون، أن الأزمة لا تقتصر على قسم الأشعة، بل تشمل تخصصات طبية أساسية، مما يثقل كاهل الطاقم الطبي والتمريضي القليل المتوفر حاليا، ويضعف مستوى الخدمات المقدمة للمرضى.
في ظل هذا الوضع، يطالب المتتبعون وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بالتدخل العاجل لسد الخصاص وضمان الحد الأدنى من الرعاية الصحية داخل المستشفى، مع تجويد الخدمات بما يتناسب مع الكثافة السكانية والاحتياجات المتزايدة، حتى لا تتحول الاستثمارات القائمة إلى مجرد بنايات وأجهزة بلا أثر فعلي على حياة المواطنين.