أزمة النقل الحضري بوجدة.. دعوات متزايدة لإيجاد حلول مستعجلة

زوجال قاسم
يُشكل النقل الحضري بالحافلات في مدينة وجدة إحدى أبرز التحديات التي تواجه الحياة اليومية للمواطنين، نظرًا لتردّي مستوى الخدمات ووجود اختلالات هيكلية وتنظيمية أثارت استياءً واسعًا بين السكان.
فالمشاهد اليومية المتمثلة في الاكتظاظ الكبير، وتعطل التهوية والتكييف، وكثرة الأعطال الميكانيكية للحافلات، تعكس واقعا متأزما لمرفق عمومي أساسي من شأنه أن يؤثر بشكل مباشر على تنقلات الطلبة والعمال والموظفين.

ويعتبر المرتفقون أن الشركة المفوض لها تدبير هذا القطاع لم تف بالتزاماتها التعاقدية، خاصة فيما يتعلق بعدد الحافلات وجودتها، الأمر الذي أدى إلى خصاص واضح في الأسطول وضعف التغطية الجغرافية للشبكة، فضلا عن طول فترات الانتظار التي قد تتجاوز الساعة في بعض الخطوط الحيوية.
وتضع هذه الوضعية المجلس الجماعي والسلطات الوصية أمام تحديات حقيقية، بالنظر إلى تقارير سابقة سجلت غياب المراقبة الفعالة وضعف تفعيل الجزاءات المقررة في العقد.
كما تتفاقم الأزمة بفعل الإكراهات الاجتماعية التي تعيشها الشركة، والمتمثلة في تأخر صرف أجور العاملين وعدم تسوية وضعياتهم تجاه الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، ما أدى إلى احتجاجات متكررة وإضرابات أربكت السير العادي للخدمة وزادت من معاناة المرتفقين.
وفي ظل هذه الوضعية، تتصاعد المطالب بسحب التفويض من الشركة والبحث عن صيغ بديلة لتدبير القطاع، على غرار تجارب عدد من المدن المغربية التي أنهت عقودها مع شركات النقل الحضري بعد تسجيل اختلالات مماثلة.
ويبقى التساؤل مطروحا بإلحاح لدى الساكنة المحلية حول التدابير المزمع اتخاذها لوضع حد لأزمة النقل الحضري بوجدة، بما يضمن خدمة عمومية ذات جودة، تستجيب لانتظارات المواطنين وتواكب الدينامية التي تعرفها المدينة.




