أستاذة بأزيلال تنجو من محاولة اعتداء داخل مسكنها الوظيفي

حسين العياشي
اهتزّ الوسط التربوي بإقليم أزيلال، مساء يوم الجمعة 17 أكتوبر، على وقع حادثة مفجعة هزّت أرجاء المنطقة وأثارت موجة من القلق والدهشة. تعرضت أستاذة، تعمل في فرعية “آيت امعلا” التابعة لمجموعة مدارس آيت طوطس، لاعتداء شنيع داخل مسكنها الوظيفي من شخص يُشتبه في أنه يعاني من اضطرابات عقلية. وقع الحادث في ساعة متأخرة من الليل، حيث كانت المعلمة داخل منزلها، إلى أن فوجئت بمحاولة شخص اقتحام مسكنها.
في تلك اللحظات الحرجة، تمكنت الأستاذة من الفرار من المكان، ونجحت في طلب النجدة في الوقت المناسب، مما حال دون وقوع الأسوأ. كانت الألطاف الإلهية حاضرة، فتجنبت المعلمة اعتداءً كان يمكن أن يكون كارثياً. ورغم الحالة المزرية التي كان يمكن أن تسود في مثل هذه الظروف، فإن المعلمة أثبتت شجاعة كبيرة في مواجهة الموقف.
وبمجرد أن تم إشعار السلطات المحلية بالحادث، سارعت عناصر الدرك الملكي إلى موقع الحادث. تمكنت القوات الأمنية من القبض على المعتدي، وأُودع في الحجز تحت تدبير الحراسة النظرية، في انتظار أن يتم استكمال التحقيقات القانونية تحت إشراف النيابة العامة.
هذه الحادثة المروعة لم تقتصر على الصدمة التي أصابت المعنية بالأمر، بل خلّفت أيضاً موجة من الاستنكار والخوف في صفوف الأطر التربوية وسكان المنطقة. فقد عبر العديد منهم عن قلقهم الكبير من تكرار مثل هذه الحوادث في المناطق القروية النائية، حيث لا تتوفر الكثير من التدابير الأمنية. شدّد البعض على ضرورة تعزيز إجراءات الحماية الأمنية حول الوحدات المدرسية وسكنيات الأساتذة، مشيرين إلى أن مثل هذه الاعتداءات تضع حياة المعلمين والمعلمات في خطر حقيقي، ما يثير تساؤلات جدية حول الضمانات الأمنية في هذه المناطق البعيدة عن المدن الكبرى.
وفي خضم هذا الحادث الأليم، يطرح تساؤل كبير حول واقع الأطر التربوية في المناطق النائية. فإلى جانب التحديات التعليمية، يواجه المعلمون في هذه المناطق تهديدات أمنية حقيقية تزيد من معاناتهم. وفي ظل غياب بعض مظاهر الدعم الاجتماعي والمرافق الأمنية في العديد من هذه المناطق، تبرز الحاجة الملحة لإعادة النظر في السياسات الأمنية والتعليمية التي توفر بيئة آمنة لكل من المعلمين والتلاميذ على حد سواء.
لقد صار من الضروري البحث عن حلول شاملة لضمان الأمن في محيط المؤسسات التعليمية، خصوصاً في المناطق الجبلية والنائية، التي يواجه فيها المدرسون مشاكل متعددة، ليس فقط من حيث ظروف العمل، بل من حيث سلامتهم الشخصية. وفي هذا السياق، يمكن أن يكون للحكومة دور حيوي في توفير الحماية اللازمة لهؤلاء الأبطال الذين يسهرون على تعليم الأجيال القادمة رغم الصعوبات والتهديدات المتزايدة.
إن هذه الحادثة ليست مجرد واقعة فردية، بل هي بمثابة جرس إنذار لكل الجهات المعنية بضرورة تحصين بيئة العمل التعليمية ضد أي خطر محتمل. فالتركيز على ضمان السلامة البدنية والنفسية للمربين والمربيات يجب أن يكون أولوية، لضمان استمرار عملية التعليم في ظروف آمنة وحافزة.