
بشرى عطوشي
على هامش اللقاء التحضيري للمؤتمر الوزاري لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي، التقى وزير الخارجية ناصر بوريطة، نظيره التونسي محمد علي النفطي في العاصمة الصينية بكين، أمس الثلاثاء.
ويأتي هذا اللقاء بعد اتصال هاتفي سبقه، هنأ خلاله بوريطة النفطي على تعيينه، وأكد على عمق العلاقات الأخوية بين البلدين ورغبته في تعزيز التعاون.
وأعلنت وزارة الخارجية التونسية أن النفطي، الذي يشغل منصب وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، التقى بعدد من نظرائه من الدول المغاربية والإفريقية، ناقش معهم سبل تعزيز علاقات التعاون القائمة.
في هذا الشأن يجب التذكير أن العلاقات المغربية التونسية، تشهد نوعا من الفتور، بسبب عدد من المواقف السلبية السابقة، التي أفرزتها السياسات الديبلوماسية التونسية.
وعلى الرغم من تبادل الاتصالات والمصافحات في اللقاءات الدولية، يرى بعض المتتبعون أن عودة العلاقات إلى طبيعتها لا تزال بعيدة المنال، خاصة مع توجه تونس لتعزيز علاقاتها مع الجزائر، مما قد يحد من فرص التقارب مع المغرب.
عبد الفتاح فاتيحي يجيب على سؤال بهذا الشأن، مبرزا اعتقاده بان قنوات التواصل الديبلوماسية بين البلدين من شأنها أن تشجع على تعميق العلاقات، مؤكدا على أن هذا لن يكون إلا بوجود ضمانات تونسية لتصحيح موقفها في هذا الأمر.
ولفت مدير “مركز الصحراء وأفريقيا للدراسات الاستراتيجية”، في تصريح خص به “إعلام تيفي“، إلى ان تونس تبحث حاليا عن تنويع شركائها وتقييم حصيلتها الديبلوماسية، وإعادة بناء علاقاتها، إثر المشكلات السياسية التي تعرفها.
وشدد المتحدث على أن الرأي العام يختلف مع القيادة التونسية، في كل ما سبق وأفرزته ديبلوماسيتها الشادة اتجاه المغرب، بداية باستقبال رئيسها لزعيم الجمهورية المزعومة “البوليساريو”، وامتناعها التصويت إلى جانب روسيا بخصوص القرار الأممي الذي يقضي بتمديد مهمة بعثة المينورسو، بالإضافة إلى إرهاصات الجزائر التي دعت تونس إلى إيجاد بديل للاتحاد المغاربي.
وذكر الخبير بكل مواقف تونس السلبية والمعادية للمغرب، غلا انه لم يستبعد أن تتغير المواقف، وتعود العلاقات إلى نقطة جيدة من أجل تعزيز التعاون بين البلدين على مستوى كل المناحي.
في ظل كل ما سبق ذكره، يستبعد بعض الخبراء المتتبعين للشأن الديبلوماسي المغربي التونسي، أن تعود العلاقات إلى سابق عهدها في ظل السياسات الممنهجة المتخذة لتوسيع الهوة في هذه الأزمة.





