أقداد ل”إعلام تيفي”: “التقدم والاشتراكية وحد جهوده كلها من أجل ورش الحكم الذاتي”
فاطمة الزهراء ايت ناصر
كشف سعيد أقداد، عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، عن خلفيات وتفاصيل المسار السياسي والتنظيمي الذي قاد الحزب إلى إعداد المذكرة المرفوعة إلى أنظار جلالة الملك بخصوص ملف الحكم الذاتي، مؤكدا أن العملية مرت عبر مراحل دقيقة ومكثفة من العمل التشاوري والانصات الميداني.
وأوضح أقداد ل“إعلام تيفي” أن الحزب كان يتوفر على لجنة موضوعاتية مكلفة بملف الحكم الذاتي، غير أن التطورات الأخيرة، وعلى رأسها القرار الأممي واللقاء التشاوري الذي تلاه، فرضت على الحزب تخصيص جهوده بشكل كامل لهذا الورش الوطني.
وأضاف أن هذه الدينامية الجديدة دفعت اللجنة إلى إعادة ترتيب أولوياتها والانكباب بشكل مكثف على إعداد تصور شامل يعكس رؤية الحزب لهذا الملف الإستراتيجي.
وأشار أقداد إلى أن يوم 10 نونبر شهد اجتماعا لمستشاري جلالة الملك، الطيب الفاسي الفهري وعمر عزيمان وفؤاد عالي الهمة، مع زعماء الأحزاب الوطنية الممثلة بمجلسي البرلمان، بحضور كل من وزير الداخلية ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، وحسب المتحدث، كانت تلك محطة أساسية لتقييم التطورات الإقليمية والدولية المرتبطة بقضية الصحراء.
وخصص هذا الاجتماع، بناء على تعليمات جلالة الملك، لموضوع تحيين وتفصيل مبادرة الحكم الذاتي، في إطار السيادة المغربية، تنفيذا للقرار الملكي الوارد في خطاب جلالته السامي إلى شعبه الوفي، في 31 أكتوبر الماضي، في أعقاب صدور قرار مجلس الأمن 2797.
وفي اليوم الموالي، أي 11 نونبر، عقد المكتب السياسي للحزب اجتماعا خاصا ناقش فيه رؤيته الأولية للموضوع، مما أتاح تسريع وتيرة أشغال اللجنة الموضوعاتية.
وأكد أقداد أن اللجنة اعتمدت مسارات تشاورية موسعة شملت جلسات استماع لعدد من الفاعلين من الأقاليم الجنوبية، إلى جانب خبراء في القانون الدستوري والاقتصاد، لمناقشة قضايا متعددة ذات صلة بالحكم الذاتي والتنمية والجهوية المتقدمة.
كما نظمت اللجنة جلسات استماع إضافية مع شخصيات محلية بارزة من الأقاليم الجنوبية، خاصة بعد زيارة ميدانية قام بها الحزب إلى مدينة الداخلة.
ووفقا لأقداد، أعد الحزب نسخة أولية من المذكرة وعرضت على المكتب السياسي لإبداء الملاحظات، وبعد ذلك، تم عقد اجتماع سياسي ورمزي بمدينة الداخلة يوم 18 نونبر، وهو ما اعتبره المتحدث خطوة تحمل دلالة سياسية واضحة على ارتباط الحزب بقضية الصحراء المغربية.
وبعد جمع مختلف الملاحظات والتعديلات، أعادت اللجنة صياغة النسخة النهائية، وهي النسخة التي تم رفعها مباشرة إلى أنظار جلالة الملك.
ورفع حزب التقدم والاشتراكية، يومه الاثنين 24 نونبر 2025، مذكرة إلى جلالة الملك محمد السادس، تتضمن تصورا سياسيا متكاملا ومقترحات عملية بشأن تحيين وتفصيل مبادرة الحكم الذاتي بالصحراء المغربية، في إطار ترسيخ السيادة الوطنية وتعزيز الوحدة الترابية للمملكة.
