أقرطيط ل”إعلام تيفي”: “وثيقة حزب زوما تكشف انعطافة تاريخية لصالح مغربية الصحراء”

فاطمة الزهراء ايت ناصر

كشف لحسن أقرطيط، الباحث المغربي في العلاقات الدولية، أن وثيقة صادرة عن حزب أمة جنوب إفريقيا، الذي يتزعمه الرئيس السابق جاكوب زوما، تحمل تحولا سياسيا عميقا وغير مسبوق في موقف تيار وازن داخل المشهد السياسي الجنوب إفريقي، تجاه قضية الصحراء المغربية.

وأوضح أقرطيطل”إعلام تيفي” أن الوثيقة، التي نُشرت خلال الشهر الماضي، قدّمت قراءة واضحة للسياق التاريخي والقانوني للنزاع المفتعل، مؤكدة أن الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية كانت دائما خاضعة لسيادتها الفعلية، وأن مبادرة الحكم الذاتي المغربية تمثل اليوم جوهر الشرعية الدولية لحل هذا الملف.

وأكد الباحث أن هذا الموقف يُعد “تحولا كبيرا على مستوى النخب والطبقة السياسية في جنوب إفريقيا ككل”، لافتا إلى أن الحزب الذي يتزعمه زوما بات يشكل قوة سياسية مؤثرة، مما يُبرز أن هذا التوجه لا يقتصر على أفراد، بل هو نتيجة مراجعة عميقة داخل البنية السياسية للبلاد.

وشدد المتحدث ذاته على أن الوثيقة تعكس التزام الحزب بالمبادئ المؤسسة للاتحاد الإفريقي، وعلى رأسها احترام سيادة ووحدة الدول، بعيدا عن دعم الكيانات غير المعترف بها، في إشارة إلى جبهة البوليساريو الانفصالية.

وأضاف أقرطيط أن هذا الموقف “يعكس أيضا بداية تبلور عقيدة سياسية جديدة داخل الحزب، تقوم على تأسيس شراكة استراتيجية مع المملكة المغربية، تستند إلى مبادئ القانون الدولي والرؤية التي قامت عليها منظمة الوحدة الإفريقية قديما والاتحاد الإفريقي حاليا”.

وأشار إلى أن هذه الانعطافة التاريخية قد تكون مقدمة لتحول رسمي في موقف جنوب إفريقيا مستقبلا، لا سيما إذا عاد حزب زوما إلى الحكم في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، الأمر الذي سيعني – بحسبه – “تبني بريتوريا رسميا لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية”.

وأكد على أن هذا التطور يُعد رسالة سياسية قوية تفيد بأن جنوب إفريقيا تشهد حراكا داخليا لفكّ الارتباط مع الجبهة الانفصالية، والخروج من المحور المناهض لمصالح المغرب داخل القارة، والذي طالما جمع بين الجزائر، جنوب إفريقيا وكينيا (سابقا).

واعتبر جاكوب زوما، زعيم حزب “أومكونتو وي سيزوي” (MK)، في تصريح للصحافة عقب مباحثاته مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، الثلاثاء الماضي، أن مقترح الحكم الذاتي المغربي “سيتيح حكامة محلية ملموسة من قبل ساكنة منطقة الصحراء، مع ضمان سيادة المغرب على الصحراء”.

وأضاف الرئيس السابق لجنوب إفريقيا أن حزبه، “أومكونتو وي سيزوي”، “يعترف بالسياق التاريخي والقانوني الذي يعزز مطالبة المغرب بالصحراء”، و”يعتبر أن جهود المغرب لاستعادة وحدته الترابية الكاملة تتماشى مع استمرارية التزام حزب (أومكونتو وي سيزوي) بالحفاظ على سيادة ووحدة الدول الإفريقية”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى