مجموعة “أكديطال” تحقق رقم معاملات يفوق ملياري درهم خلال 6 أشهر فقط

حسين العياشي

يبدو أن القطاع الصحي الخاص، لم يعد مجرد فاعل مكمل للمستشفى العمومي في المغرب، بل أضحى رقماً صعباً ضمن قائمة القطاعات الاقتصادية الصاعدة. ويكفي النظر إلى أرقام البورصة خلال النصف الأول من سنة 2025، حيث خطفت أسهم الصحة الأضواء، وعلى رأسها مجموعة “أكديطال” التي عززت مكانتها كقائدة للقطاع بإيرادات تجاوزت ملياري درهم في ستة أشهر فقط.

المجموعة أعلنت عن نتائجها نصف السنوية، مؤكدة أن رقم معاملاتها الموحد بلغ 2.093 مليار درهم حتى نهاية يونيو 2025، بارتفاع لافت نسبته 68 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية.

ويعزو مركز أبحاث “بي إم سي إي كابيتال غلوبال ريسرش” هذه الدينامية إلى الأداء القوي للمصحات التاريخية التابعة للمجموعة، إلى جانب مساهمة الوحدات الحديثة التي افتتحت عام 2024، والتي وحدها حققت 560 مليون درهم. الأرقام تكشف أيضاً نمواً متسارعاً في أنشطة المصحات متعددة التخصصات (+73 في المئة) ومصحات علاج الأورام (+65 في المئة).

لم تكتف المجموعة بنتائج مالية باهرة، بل واصلت توسعها الجغرافي بخطى ثابتة. ففي النصف الأول من 2025، افتتحت مؤسسة جديدة بمدينة كلميم، واقتنَت مصحتين في مدينة العيون، لترتفع طاقتها الاستيعابية إلى 4111 سريراً موزعة على 21 مدينة مغربية.

هذه السياسة التوسعية لا تعكس فقط رغبة في توسيع السوق، بل أيضاً استراتيجية لتعزيز حضورها في مختلف جهات المملكة وتلبية الطلب المتنامي على خدمات طبية متخصصة وعالية الجودة.

جانب آخر لا يقل أهمية هو رهان “أكديطال” على الابتكار الطبي. فقد سجلت المجموعة إنجازات رائدة على المستوى الوطني والقاري، منها إجراء أول استئصال كامل للبروستاتا روبوتياً عن بُعد بين الدار البيضاء والعيون، وأول عملية زرع جهاز لتنظيم ضربات القلب بدون أسلاك في المغرب. خطوات تترجم طموح المجموعة في جعل المملكة منصة للطب الحديث المتطور على المستوى الإفريقي.

الأداء التشغيلي عكس بدوره هذا الزخم. فقد ارتفعت الأرباح قبل احتساب الفوائد والضرائب (EBITDA) بنسبة 60 في المئة لتصل إلى 533 مليون درهم، مدعومة بزيادة النشاط وحسن تدبير العمليات. أما صافي الربح فقد قفز بـ 69 في المئة ليبلغ 214 مليون درهم، فيما ارتفع صافي الربح الخاص بالمجموعة بنسبة 72 في المئة ليصل إلى 194 مليون درهم.

وبالنظر إلى المستقبل، تواصل تعزيز طموحاتها داخلياً وخارجياً. ففي المغرب، تخطط لافتتاح 12 مؤسسة جديدة خلال سنة 2025، ستة منها مرتقبة قبل نهاية العام. وعلى المدى البعيد، تضع المجموعة نصب أعينها شبكة وطنية تضم أزيد من 62 مؤسسة صحية في أكثر من 32 مدينة، بطاقة استيعابية تفوق 6200 سرير بحلول 2027.

أما على الصعيد الدولي، فقد شرعت “أكديطال” في بناء مستشفى بسعة 200 سرير في دبي باستثمار قدره 70 مليون دولار، مع افتتاح مرتقب في الربع الأول من 2027. كما وقعت بروتوكول اتفاق مع شركة DR ABDUL RAHMAN AL MISHARI FOR DEVELOPMENT لتسيير مستشفى عبد الرحمن المشاري بالرياض، في خطوة تؤكد انفتاحها على أسواق الخليج.

بهذه النتائج والأرقام، لا تكتفي “أكديطال” بترسيخ ريادتها في المغرب، بل تسعى لأن تصبح علامة صحية إقليمية، تمزج بين الاستثمار والابتكار، وتحوّل الطب الخاص إلى قاطرة اقتصادية واجتماعية على حد سواء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى