أمناي ل”إعلام تيفي”: “احتجاجات الشباب تكشف فشل التواصل السياسي في المغرب”

فاطمة الزهراء ايت ناصر 

شهدت عدة مدن مغربية تصاعدا في الاحتجاجات الشبابية، حيث لم تعد المطالب مقتصرة على الحق في الشغل أو التعليم والصحة، بل امتدت لتكشف عن أزمة ثقة أعمق تجاه قدرة السياسات العمومية على تلبية انتظارات هذا الجيل.

في هذا السياق، استضاف برنامج “بانوراما” الدكتور ياسين أمناي، الباحث في علم النفس الاجتماعي، لمناقشة أبعاد هذه التحركات ومطالب الشباب.

أكد الدكتور أمناي أن الجيل الحالي “جيل زيد”، يتميز بنشأته الرقمية وانفتاحه على الثقافة والتقنيات الحديثة، ما جعله يتفاعل بسرعة مع القضايا الوطنية، ويشكل تحديا للنهج التقليدي الذي اعتمدته الحكومات السابقة في التواصل مع المواطنين.

وأضاف أن ضعف التواصل من طرف الحكومة يمثل أحد أهم أسباب الاحتقان، إذ أن الفعل السياسي التقليدي لم يعد يواكب سرعة تفاعل هذا الجيل وإدراكه الزمني المختلف.

وأشار الباحث إلى أن فقدان الثقة في المؤسسات التمثيلية، سواء في البرلمان أو داخل الأحزاب، دفع الشباب للبحث عن فضاء بديل للتعبير عن مطالبهم، وهو الشارع ووسائل التواصل الرقمي.

وأشار إلى أن التركيز العالي لهذا الجيل على المعلومات الرقمية والتحولات المجتمعية الجديدة تجعل الأساليب التقليدية للتوجيه والإشراف أقل فعالية، ما يتطلب إعادة النظر في آليات التواصل مع الشباب، خصوصاً عبر منصات رقمية واضحة المعالم وهويات معلنة.

وشدد الدكتور أمناي على أهمية إدماج الشباب في العملية السياسية بشكل ملموس، من خلال منحهم فرصا حقيقية في سوق الشغل وفتح قنوات تواصل شفافة معهم، مع توفير آليات محاسبة واضحة للفاعلين السياسيين.

ودعا الحكومة إلى التواضع والتفاعل بجدية مع مطالب الشباب، وتجاوز الخطابات الشكلية، مشدداً على أن الممارسة السياسية لا بد أن تتوافق مع واقع التحولات الاجتماعية والرقمية.

وأكد الباحث في رسالة للشباب أن مطالبهم مشروعه، وأن احترام سلمية الاحتجاجات ضرورة لضمان مستقبلهم، فيما وجه رسالة للحكومة بضرورة فهم الجيل الرقمي، واستقطاب الخبراء لمساعدتها على بناء سياسات فعالة تلبي تطلعات المواطنين.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى