أموال تترعرع..مصالح تتقاطع

 

افتتاحية إعلام تيفي_أبو يحيى

 

غير بعيد عن المؤتمر الوطني الخامس لحزب “التراكتور”، فجر صحافي يعمل بجريدة وطنية معروفة فضيحة من العيار الثقيل عبر تدوينة تحمل في طياتها شبهة تلقي عامل عمالة بجهة الدار البيضاء رشوة من طرف أحد برلمانيي حزب “البام”، ويتعلق الأمر بحصان سباق تصل قيمته ل 60 مليون سنتيم بذريعة تقديمه كهدية لابن العامل !

والمضحك المبكي في القصة، أن الحصان تعود ملكيته لبرلماني آخر تعرض للنصب من رفيقيه بالحزب وبالبرلمان، توصل بمبلغ 17 مليون فقط مقابل الحصان، ويبدو أن الشعور ب “الشمتة” جعله يفضح العملية التي كان الهدف منها مجاملة العامل، والأكيد أن المال تقابله مصلحة أو مصالح.

ولأن المصائب لا تأتي فرادى، فمن دون شك أن جرار وهبي يعيش أسوء أيامه بسبب ما يروج حاليا في وسائل الإعلام من ملاحقات محتملة لبعض الوجوه القيادية البارزة في هذا الحزب، لا تختلف كثيرا عن قضايا أخرى ثبت تورط كوادر حزبية في تاريخه.

زواج المصالح والمال معضلة خطيرة تقف في وجه أي تنمية أو إصلاح، وتتمثل خطورتها في تشكيل امتدادات أفقية وعمودية بين مراكز القرار ورجال المال والأعمال، تفرز مجتمعا طبقيا تسيطر فيه بعض العائلات على الثروات وتسمح لنفسها بالعيش فوق برج عاجي في الوقت الذي يعاني فيه عامة الشعب من الغلاء وصعوبة توفير مقومات الحد الأدنى من العيش الكريم.

من جهة أخرى، فإن تورط أصحاب المقاعد البرلمانية في قضايا مشينة، من قبل جرائم الأموال، وتجارة المخدرات، والرشوة والسطو على ممتلكات الغير، والنصب والاحتيال، وإصدار شيكات بدون رصيد، والتهرب الضريبي، أساء بشكل مباشر لصورة المؤسسة التشريعية وأحد أهم مقومات الدولة الحديثة، وهو الأمر الذي جعل جلالة الملك محمد السادس يدعو بسببه إلى ضرورة تخليق الحياة البرلمانية من خلال إقرار مدونة الأخلاقيات، تكون ذات طابع قانوني وملزم، وذلك في الرسالة التي وجهها عاهل البلاد تخليدا للذكرى الستين لقيام أول برلمان منتخب في المملكة.

زر الذهاب إلى الأعلى