“أنا منكم وأنتم مني”.. وهبي يغازل المحامين ويقر بتحديات المهنة

إعلام تيفي

قدم وزير العدل، عبد اللطيف وهبي، خلال افتتاح المؤتمر الوطني العام لجمعية هيئات المحامين بالمغرب بمدينة طنجة، المنعقد تحت شعار “المحاماة فاعل محوري وشريك أساسي في منظومة العدالة”،اعتذارا للمحامين عن تصريحات أو مواقف سابقة قد تكون مست بمهنة المحاماة.

وفي كلمته أمام حشد من المحامين، عبر وهبي عن أسفه قائلا: “إذا أخطأت في حقكم في وقت سابق، فأنا أعتذر”، مضيفا: “كل ما حدث، وكل ما عرفناه من مواجهات، لم يمسني، لأنني منكم وأنتم مني، أنتمي إلى أسرتكم”. وأكد أن المناصب السياسية عابرة، بينما مهنة المحاماة راسخة.

وأشار وهبي إلى أن الخلافات التي طفت في وقت سابق كانت طبيعية، قائلا: “نحن نختلف لأن لكل طرف مهمته، فهناك الحكومة، وهناك الدفاع عن الحقوق والحريات”.

وأضاف أن ما تعلمه من المحامين، من التزام أخلاقي وصلابة في المرافعة، لازمه حتى خلال توليه منصبه الوزاري، موجها حديثه للمحامين: «تحملوني، أنتم من علمتموني الصمود في مواجهة النقاشات».

وتابع حديثه “كنت أود الحديث إليكم منذ وقت طويل، تظاهرتم ضدي، وانتقدتكم، وناقشتكم، وهذا أمر طبيعي… وإلا لما كنتم محامين».

وأكد وهبي على الطابع الدستوري لمهنة المحاماة، مشددا على أن المحامين، بصفتهم ضامنين لشروط المحاكمة العادلة ومقدمين للحقوق للمواطنين، يعتبرون جزءا من الدولة، وليسوا خارجها، رغم ما يتمتعون به من استقلالية في الممارسة والمرافعة.

كما نوه بالدور التاريخي والمبدئي الذي تلعبه جمعيات هيئات المحامين، وخصوصا في الدفاع عن الحقوق والحريات، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، معتبرا أن المحامين يشكلون قوة سياسية وفكرية وأخلاقية أساسية داخل المشهد الوطني.

وأشار وهبي إلى التحولات المستقبلية التي قد تعرفها المهنة، مشيرا إلى بروز فكرة “المحامي الآلي” في بعض الدول، متسائلا عن مصير العنصر البشري في المنظومة القضائية أمام تنامي هذا النوع من التكنولوجيات.

وبخصوص مشروع قانون المهنة، أوضح الوزير أنه كان محط نقاشات مستفيضة امتدت لأكثر من 30 اجتماعا، مشيراً إلى أن التوصل إلى توافق لم يكن سهلا، مشيرا إلى أن “كلما اتفقنا، عدنا في الاجتماع الموالي لنختلف من جديد”، معتبرا أن القانون ليس شأنا وزاريا فقط، بل مسؤولية دولة كاملة.

وختم وهبي كلمته بالتأكيد على أن مهنة المحاماة مقبلة على تحديات كبيرة، لافتا إلى أنه مشروع قانون المهنة لا يضعه للمحامين فقط، بل لنفسه كمحامي أيضا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى