أهمية الوعي المجتمعي بالمواكبة النفسية في تعزيز نجاح التلاميذ التعليمي والنفسي

خديجة بنيس: صحافية متدربة
تُظهر الأبحاث التربوية أن نجاح التلاميذ لا يعتمد فقط على العوامل التربوية مثل المناهج الدراسية وطرق التدريس، بل يتأثر أيضًا بشكل كبير بالعوامل الاجتماعية والنفسية فالصحة النفسية للتلميذ، بما في ذلك القلق والاكتئاب، يمكن أن تؤثر بشكل مباشر على قدرته على التكيف والتركيز في الدراسة.
لذلك، هناك دعوات متزايدة لتواجد مختصين ومرشدين نفسيين داخل المؤسسات التعليمية. هؤلاء المهنيون يسهمون في تقديم الدعم النفسي المباشر للتلاميذ، وتقديم الاستشارات للأسر لتحسين بيئة المنزل، وتنفيذ برامج وقائية تعزز الصحة النفسية. من خلال هذا الدعم المتكامل، يمكن تحسين تجربة التلاميذ التعليمية وضمان تحقيق نجاح تعليمي ورفاهية شخصية.
تعد المواكبة النفسية للتلاميذ من العوامل الحيوية التي تسهم في تحسين تجربتهم التعليمية وتعزيز صحتهم النفسية. في هذا السياق، يبرز بوشعيب الباز متخصص في التحليل النفسي والاضطرابات النفسية، أهمية ودور الأخصائيين النفسيين في المدارس، حيث يمكنهم إجراء ورشات عمل للتفاعل المباشر مع التلاميذ وتقديم الدعم النفسي الملائم لهم.
كما تلعب وسائل الإعلام دورًا حيويًا من خلال استضافة الأخصائيين لتقديم نصائح وتوجيهات لأولياء الأمور والتلاميذ على حد سواء.
ويضيف المتحدث في تصريح لموقع “إعلام تيفي” أن الأسر أيضًا لها دور محوري في الدعم النفسي للتلاميذ، إذ يُنصح بزيارة الأخصائيين النفسيين وإجراء جلسات توجيهية للآباء والأمهات. هذا يساعدهم على فهم كيفية التعامل مع أبنائهم وتوفير بيئة داعمة لهم، مما يعزز استقرارهم النفسي.
وأكد الأخصائي النفسي أن غياب هذه المواكبة النفسية قد يؤدي إلى شعور التلاميذ بالإحباط وعدم الرغبة، مما يؤثر سلبًا على مزاجهم وفرحتهم بالعودة إلى المدرسة. ولذلك، من الضروري أن تكون هناك استراتيجية متكاملة لدعم التلاميذ نفسيًا.
بالنسبة لفئة رياض الأطفال، فإن دمج الدراسة باللعب، حيث أن هذه الفئة بين 3 و5 سنوات تحتاج إلى أساليب تعليمية محفزة، وبالتالي فإن التعليم الأولي يوفر لهؤلاء الأطفال فرصة للاندماج الاجتماعي ويجعلهم أكثر حماسة للذهاب إلى المدرسة، مما يساهم في تطورهم النفسي والذهني بشكل إيجابي.
وبالتالي، يجب أن يكون هناك وعي مجتمعي واسع بأهمية المواكبة النفسية الفعالة، حيث تسهم هذه المواكبة في تعزيز استعداد التلاميذ للتعلم وزيادة رغبتهم في النجاح. هذا الوعي المجتمعي يعزز من قدرتهم على مواجهة التحديات وتحقيق أداء تعليمي ونفسي إيجابي. من خلال دعم متكامل يشمل الأسرة والمدارس والمجتمع، يمكن تحقيق نتائج متميزة للتلاميذ على الصعيدين التعليمي والنفسي.





