أول ممر بحري أخضر بين المغرب وإسبانيا يرى النور في 2027
حسين العياشي
أعلنت شركة النقل البحري الإسبانية “باليريا” عن إطلاق مشروع طموح، لربط مدينتي طريفة الإسبانية وطنجة المغربية عبر خط بحري جديد، سيكون الأول من نوعه بين القارتين بفضل تشغيل سفينتين كهربائيتين بالكامل، خاليتين من الانبعاثات، بحلول سنة 2027.
السفينتان، اللتان ستحملان اسمي “إسبانيا 2030” و “المغرب 2030″، ستُصممان من طرف الشركة الأسترالية “Incat Crowther”، فيما ستتولى أشغال بنائهما أحواض “Astilleros Armon” بمدينة خيخون الإسبانية. المشروع يأتي ثمرة فوز “باليريا” بصفقة من سلطة ميناء خليج الجزيرة الخضراء، ويشمل أيضًا تجهيز موانئ طريفة وطنجة بآليات شحن كهربائي متطورة.
ستعمل السفينتان بمحركات كهربائية، تغذيها بطاريات بسعة إجمالية تصل إلى 11,500 كيلواط/ساعة، مما يتيح عبورًا بلا أي انبعاثات كربونية، وبسرعة قصوى تبلغ 26 عقدة. وتبلغ القدرة الإجمالية للمحركات 16 ميغاواط، موزعة على أربع وحدات دفع، فيما يمكن لكل سفينة نقل 804 ركاب و225 سيارة في الرحلة الواحدة.
عملية الشحن الكامل للبطاريات ستتم في نحو 40 دقيقة فقط، باستخدام ذراعين آليين في كل ميناء، موصولين بنظام تزويد كهربائي مباشر من الشاطئ (OPS). كما ستزود السفينتان بتقنيات حديثة لتقليل اهتزاز الأمواج، وأنظمة دفع أمامية، وأربعة دفة قيادة، إلى جانب جسور جانبية لزيادة سهولة المناورة، ورامب خلفي مزدوج لتسريع عمليات الصعود والنزول.
ولضمان استمرارية الخدمة في الحالات الطارئة، سيحتوي كل واحد منهما على أربعة مولدات ديزل احتياطية بقدرة إجمالية تبلغ 11,200 كيلوواط.
يمثل هذا المشروع حلقة جديدة في التعاون القائم بين “باليريا”، و”Incat Crowther”، و”Astilleros Armon”، الذين سبق أن أنتجوا معًا سفينتي “Eleanor Roosevelt وMargarita Salas” المشتغلتين بالوقود المزدوج، ويستعدون لإطلاق سفينة “Mercedes Pinto” في سبتمبر 2025.
منذ تأسيسها عام 1998 في مدينة دِينيا (أليكانتي)، تدير “باليريا” خطوطًا بحرية تربط شبه الجزيرة الإيبيرية بجزر البليار، وشمال إفريقيا، ومنطقة الكاريبي، فيما تتمتع “Incat Crowther” بخبرة عالمية في تصميم السفن التجارية والترفيهية، وتعتبر “Astilleros Armon” أحد أبرز أحواض بناء السفن في إسبانيا، بخبرة تمتد من سفن الصيد إلى العبارات الحديثة.
